للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يؤذن عليه الفجر، فيأتي بسحر فيجلس على البيت ينظر إلى الفجر، فإذا رآه تمطى، ثم قال: اللهم إني أحمدك وأستعينك على قريش أن يقيموا دينك، قالت: ثم يؤذن، قالت: والله ما علمته كان تركها ليلةً واحدةً. تعني هذه الكلمات.

• حديث ضعيف.

أخرجه من طريق أبي داود: البيهقي (١/ ٤٢٥).

قال المزي في التهذيب (١/ ٤٣٢): "وقال أبو سعيد بن الأعرابي عن أبي داود في هذا الحديث: حُدِّثْتُ عن إبراهيم بن سعد، ولم يسمِّ أحمد بن محمد بن أيوب"، وكذا قال في التحفة (١٣/ ١٢١/ ١٨٣٧٨)، وقال في المبهمات من آخر التهذيب (٣٥/ ٧٧): "هكذا وقع في رواية أبي سعيد ابن الأعرابي عن أبي داود، وفي باقي الروايات عن أبي داود: حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد".

قلت: لعل أبا داود فعل ذلك مرةً لعلمه بما قيل في ابن أيوب الوراق، فأبهمه لذلك في رواية ابن الأعرابي، لكن هذا لا يقدح في بقية الروايات، وأحمد بن محمد بن أيوب البغدادي الوراق: لا بأس به، كما قال الإمام أحمد، ويبدو أن ابن معين اعتمد في نفي سماعه من إبراهيم بن سعد على كلام يعقوب بن إبراهيم بن سعد؛ فمنه: أن أباه قال له بعدما قرأ المغازي عليه وعلى أخيه: "يا بني ما قرأتها على أحدًا، قال الخطيب: "يحتمل أن يكون إبراهيم قرأها لولديه قديمًا وقال هذا القول، ثم قرأها آخرًا فسمعها منه ابن أيوب ومنه: قوله: "كان أبي كتب نسخةً ليحيى البرمكي، فلم يقدر يسمعها قال الخطيب: "غير ممتنع أن يكون ابن أيوب صحح النسخة، وسمع فيها من إبراهيم بن سعد، ولم يقدر ليحيى البرمكي سماعها، والله أعلم وعليه: فسماعه صحيح، لا سيما وهو دائمًا يقول في الروايات: حدثنا إبراهيم بن سعد، وإنما أنكرت عليه أحاديث رواها عن أبي بكر بن عياش انفرد بها، وقول أحمد بأنه لم يُدفع بحجة؛ يدل على أن من نفى عنه السماع لم يأت بحجة قوية مقبولة، وأن سماعه من إبراهيم صحيح، ولما سئل عنه أبو حاتم الرازي: ثقة هو؟ قال: "روى عن أبي بكر بن عياش أحاديث منكرة"، فبيَّن حاله في ابن عياش، وسكت عنه فيما يرويه عن إبراهيم بن سعد، ولو كان ينكر سماعه منه لما سكت، ولهذا فقد جزم بسماعه: الذهبي في الكاشف، ققال: "كتب المغازي للبرامكة، وسمعها من إبراهيم بن سعد ولخص القول فيه في الميزان بقوله: "صاحب المغازي، أخذها عن إبراهيم بن سعد، صدوق، حدَّث عنه أبو داود والناس، ليَّنه يحيى بن معين، وأثنى عليه أحمد وعلي، وله ما يُنكر" [انظر: طبقات ابن سعد (٧/ ٣٥٣)، سؤالات ابن الجنيد (٣٩٨ و ٩١٠)، سؤالات ابن محرز (٢/ ٤٣/ ٦٩)، الجرح والتعديل (٢/ ٧٠)، الثقات (٨/ ١٢ و ٣١)، الكامل (١/ ١٧٤)، تاريخ بغداد (٤/ ٣٩٣)، الأنساب (٥/ ٥٨٤)،

<<  <  ج: ص:  >  >>