للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

التهذيب (١/ ٤٢)، الميزان (١/ ١٣٣)، الكاشف (٧٥)، المغني (١/ ٥٣)، تاريح الإسلام (١٦/ ٥٢)، [وانظر: الحديث المتقدم برقم (٣٩٣)].

والحديث ليس غريبًا من حديث ابن إسحاق:

فقد أخرجه ابن هشام في السيرة (٣/ ٤٢)، وفيه تصريح ابن إسحاق بالسماع، قال ابن هشام: قال ابن إسحاق: وحدثني محمد بن جعفر بن الزبير به.

وابن هشام يروي سيرة ابن إسحاق عن زياد بن عبد الله البكائي، وهو: ثبت في مغازي ابن إسحاق [وتقدم الكلام عليه تحت الحديث رقم (٣٩٣)].

وأخرجه أيضًا: أبو الشيخ في الأذان [كنز العمال (٢٣٢١٣)].

قال ابن حجر في الفتح (٢/ ١٠٣)، وفي الدراية (١/ ١٢٥): "إسناده حسن".

ولما لم يقف النووي على تصريح ابن إسحاق بالسماع في سيرة ابن هشام، صار الحديث عنده معلولًا بعنعنة ابن إسحاق، لذا فقد ذكره في فصل الضعيف من الخلاصة (٨٢٥)، وقال في المجموع (٣/ ١١٤): "رواه أبو داود بإسناد ضعيف".

قال عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الوسطى (١/ ٣٥٢) مُعِلًا هذا الحديث: "الصحيح الَّذي لا اختلاف فيه: ما خرجه البخاري عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن بلالا يؤذن بليل ... " ثم ساق أحاديث الباب، ثم قال: والصحيح: أن بلالًا يؤذن بالليل".

وتعقبه ابن القطان الفاسي في كان الوهم (٥/ ٣٣٦/ ٢٥١٤) بقوله: "ثم ردَّه بأن قال: الصَّحيح الَّذي لا اختلاف فيه أن بلالًا يؤذن بليل، ويجيء على أصله: أن يكون هذا صحيحًا من جهة الإسناد، فإن ابن إسحاق عنده ثقة، ولم يعرض له الآن إلا من جهة معارضة غيره، وهذا ليس من نظر المحدث، وإذ انظر به الفقيه تبين له منه خلاف ما قال هو من أنَّه معارض، وذلك أنَّه لا يتحقق بينهما التعارض إلا بتقدير أن يكون قوله: إن بلالًا ينادي بليل في سائر العام، وليس كذلك، وإنما كان ذلك في رمضان، والذي نقول به في هذا الخبر هو: أنَّه حسن، وموضع النظر منه: أن هذه النجارية: لا تُعلم، وما ادعت لنفسها من مزية الصحبة: لم يقله عنها غيرها، والله أعلم".

قلت: أما تخصيص الأذان الأول برمضان دون غيره، فهي مسألة لها بحث مستقل، لعل الله أن ييسر ذلك في موطنه من السنن إن شاء الله تعالى.

وأما الجمع بين حديث النجارية هذه، وبين ما ورد في الباب من أن بلالًا بيان يؤذن بليلٍ، قبل طلوع الفجر الصادق - والذي ورد من حديث ابن عمر وعائشة وابن مسعود [هذا فيما اتفق عليه الشيخان: البخاري (٦١٧ و ٦٢١ و ٦٢٣) وأطرافها. ومسلم (١٠٩٢ و ١٠٩٣)]، ومن حديث غيرهم - فإن الجمع بينها ممكن.

ومن وجوه الجمع: أنَّه يمكن حمل حديث النجارية على أن بلالًا كان يؤذن بعد طلوع الفجر الكاذب، وقبل طلوع الفجر الصادق.

<<  <  ج: ص:  >  >>