للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أما أبو حاتم فقد مال إلى ترجيح رواية محمد بن جعفر بن الزبير لكونه متأخرًا عن محمد بن عباد، ثم لكونه مدنيًّا بلديًّا لعبد الله بن عبد الله بن عمر، وأما محمد بن عباد فمكي مخزومي.

ورواية محمد بن جعفر غالبها بل كلها عن التابعين، وما رواه عن عبد الله بن الزبير فمرسل؛ وأما رواية محمد بن عباد فغالبها عن الصحابة بل إنه يروي عن ابن عمر بلا واسطة فقد لقيه وجلس معه [انظر: صحيح مسلم (٢٠٨٥)، وعلى هذا فمحمد بن جعفر من أتباع التابعين، وأما محمد بن عباد فتابعي، فكان الحديث أشبه بمحمد بن جعفر منه بمحمد بن عباد لهذه الأمور، ثم إن غير أبي أسامة وغير الوليد بن كثير قالوا: عن محمد بن جعفر، والله أعلم.

لكن لعل أبا حاتم لم يطلع على هاتيك القرائن التي تقدم ذكرها، لا سيما كون بعض الرواة يرويه على الوجهين جميعًا، يجمعهما في إسناد واحد، مثل شعيب بن أيوب، فإن أبا حاتم كان يصحح الوجهين إذا جمعهما راوٍ واحد [انظر: العلل (١٩/ ١/ ٢٥) و (١/ ١٦٥/ ٤٦٩)] وقد علق العلامة عبد الرحمن المعلمي على الموضعين بقوله: "إذا روى الرجل الحديث على وجهين: تارة كذا وتارة كذا، ثم رواه [يعني: آخر] فجمعهما معًا دل ذلك على صحتهما معًا" [فوائده على كتاب العلل (٢٧)].

وعلى هذا فالدارقطني والحاكم والبيهقي معهم زيادة علم، وقولهم هو الصواب، والله أعلم.

• وقد تابع أبا أسامة على هذا الحديث في روايته عن الوليد:

أ - عيسى بن يونس [ثقة مأمون. التقريب (٧٧٣)]، فرواه عن الوليد بن كثير، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه به مرفوعًا.

ذكره ابن الجارود (٤٥) هكذا معلقًا. وابن منده موصولًا [الإمام (١/ ٢٠٤)]، والبيهقي في المعرفة (١/ ٣٢٨) مرسلًا وموصولًا وعلقه أيضًا، وذكره الدارقطني في العلل (١٢/ ٤٣٥/ ٢٨٧٢) مرسلًا فقط، كذا في المطبوع، وفي نسخة من المخطوط (٤/ ٦٧/ ب) موصول.

لكنه قال: "عبيد الله" بدل "عبد الله" وجعله من رواية محمد بن جعفر بن الزبير وحده.

• وقد تابعه على ذلك أحد المتروكين:

ج - عباد بن صهيب [متروك. المبزان (٢/ ٣٦٧)، اللسان (٣/ ٢٩٠)، قال: نا الوليد بن كثير: نا محمد بن جعفر بن الزبير، عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه به مرفوعًا.

أخرجه الدارقطني (١/ ١٨ - ١٩)، والبيهقي في الخلافيات (٢/ ١٦٥ - ١٦٦/ ٩٤٦)، وعلقه في المعرفة (١/ ٣٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>