للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• ورواه محمد بن سلمة، عن محمد بن عبد الله بن عُلاثَةَ، عن هشام بن حسان، عن الحسن، عن عثمان بن أبي العاص، قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين بعثني إلى ثقيف: "تجوز في الصلاة يا عثمان، وَاقْدُرِ الناس بأضعفهم؛ فإن فيهم الضعيف؛ وذا الحاجة، والحامل، والمرضع، إني لأسمع بكاء الصبي فأتجوَّز".

أخرجه ابن ماجة (٩٩٠) مختصرًا. والبزار (٦/ ٣١٠ - ٣١١/ ٢٣٢٣) مختصرًا. والطبراني في الكبير (٩/ ٥٦/ ٨٣٧٩)، وفي الأوسط (٨/ ٦٦/ ٧٩٧٨)، وابن عدي في الكامل (٦/ ٢٢٣).

قال البزار: "وهذا الحديث قد رُوي عن أبي هريرة وأنس بأسانيد أحسن من هذا الإسناد، ولكن ذكرناه عن عثمان لعزة حديث عثمان عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا نعلم يُروى عن عثمان هذا الكلام إلا من هذا الوجه، ومحمد بن عبد الله: لين الحديث، والباقون مشاهير".

وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن هشام بن حسان إلا ابن علاثة، تفرد به: محمد بن سلمة".

وقال ابن عدي: "وهذا في متنه زيادة الحامل والمرضع، ويرويه ابن علاثة".

قلت: هشام بن حسان: بصري ثقة، من أصحاب ابن سيرين، وتكلموا في أحاديثه عن الحسن البصري، يقولون أخذها عن حوشب، وهو: ابن عقيل، وهو: ثقة [انظر: التهذيب (٤/ ٢٦٨)، شرح علل الترمذي (٢/ ٦٨٦)].

ومحمد بن عبد الله بن عُلاثَةَ: جزري حراني قدم بغداد، أفسد حديثه عمرو بن الحصين، فروى عن ابن علاثة الموضوعات، فحمل بعضهم على ابن علاثة لأجل ما رواه عنه ابن الحصين، وهو بريء منه، وهو في نفسه صدوق، لكن ليس بذاك، ممن يهم كثيرًا في الروايات، فهو وإن وثقه: ابن معين وابن سعد، ومشاه ابن عدي، وقال أبو زرعة: "صالح"، لكن قال أبو حاتم: "يكتب حديثه، ولا يُحتج به"، وقال البخاري: "في حفظه نظر"، وأورد له حديثًا أخطأ فيه على هشام بن حسان، وسلك فيه الجادة، وانظر من أوهامه أيضًا: علل الدارقطني (٨/ ١١٢/ ١٤٣٨) [التاريخ الكبير (١/ ١٣٢) و (٦/ ١٢٩ و ٢٠٧)، الجرح والتعديل (٧/ ٣٠٢)، ضعفاء العقيلي (٤/ ٩٢)، الكامل (٦/ ٢٢٢)، تاريخ بغداد (٥/ ٣٨٨)، تاريخ دمشق (٥٣/ ٣٩٣)، التهذيب (٣/ ٦١٢)، الميزان (٣/ ٥٩٤)، وغيرها. وقد تقدم الكلام عليه تحت الحديث رقم (٣٠٠)، الشاهد رقم (٤)]، وأما محمد بن سلمة، فهو: الحراني، وهو: ثقة، لكن الحديث منكر بهذه الزيادة: "والحامل، والمرضع، إني لأسمع بكاء الصبي فأتجوَّز"، تفرد بها ابن علاثة عن هشام بن حسان عن الحسن، ولا يحتمل ذلك منه، فهو كثير الأوهام، وهو حراني تفرد به عن أهل البصرة.

• ورواه عمرو بن عبد الجبار، عن عَبِيدة بن حسان، عن الحسن، عن عثمان بن أبي العاص، قال: إن آخر ما عهد إليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا صليت بأصحابك فصلِّ بهم صلاة أضعفهم، فإن فيهم الضعيف والمريض".

<<  <  ج: ص:  >  >>