إلا في هذا الحديث - فيما وقفت عليه -، لذا ذكره ابن حبان في أتباع التابعين من ثقاته (٦/ ٢١٤)، وهو يروي عن نافع بن جبير، ونافع يروي عن عثمان، وعلى هذا فروايته عن عثمان: مرسلة، فإن عثمان توفي سنة (٥١) أو (٥٥)، فلا أظنه أدركه، لا سيما وهو كثير الرواية عن أبي أمامة، وأبو أمامة متأخر الوفاة، توفي سنة مائة، ومسعود الزرقي: معدود في كبار التابعين [وقد سبق أن تكلمت على هذا الإسناد في تخربج الذكر والدعاء (٢/ ٨١٤/ ٣٦٦)، وحكمت عليه بالانقطاع].
٩ - إسماعيل بن رافع [الأنصاري المدني: متروك، منكر الحديث. التهذيب (١/ ١٥٠)، الميزان (١/ ٢٢٧)]، عن محمد بن سعيد بن عبد الملك [قال أبو حاتم:"لا أعرفه"، والعجب من ابن حبان الَّذي أدخله في ثقاته، وقال:"يروي المقاطيع عن أهل المدينة، روى عنه إسماعيل بن رافع المدني"، وقال الذهبي:"أرسل حديثًا، لا يُدرى من هو". التاريخ الكبير (١/ ٩٥) وذكر أنَّه أرسل عن عثمان بن أبي العاص. الجرح والتعديل (٧/ ٢٦٤)، الثقات (٧/ ٤٢٣)، المغني (٢/ ٥٨٥)، ال ٤ لسان (٧/ ١٥٤)]، عن المغيرة بن شعبة، قال: قال عثمان بن أبي العاص - وكان شابًا -: وفدنا على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فوجدني أفضلهم أخذًا للقرآن، وقد فضَلتهم بسورة البقرة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "قد أَمَّرتك على أصحابك، وأنت أصغرهم، فإذا أممت قومًا فأُمَّهم بأضعفهم؛ فإن وراءك: الكبير، والصغير، والضعيف؛ وذا الحاجة، وإذا كنت مصدِّقًا فلا تأخذ الشافع -وهي: الماخض-، ولا الرُّبَّى، ولا فحل الغنم، وحَزْرَة الرجل هو أحق بها منك، ولا تمس القرآن إلا وأنت طاهر، واعلم أن العمرةَ هي الحجُّ الأصغر، وأن عمرةً خيرٌ من الدنيا وما فيها، وحجةٌ خيرٌ من عمرة".
أخرجه الطبراني في الكبير (٩/ ٤٤/ ٨٣٣٦)، قال: حدثنا أحمد بن عمرو الخلال المكي [أكثر عنه الطبراني، ولم أر من تكلم فيه بجرح أو تعديل؛ فهو مجهول الحال. مولد العلماء ووفياتهم (٢/ ٦١٧)، تاريخ الإسلام (٢٢/ ٥٩)]: ثنا يعقوب بن حميد [هو: ابن كاسب: حافظ، له مناكير وغرائب، وأسند مراسيل]: ثنا هشام بن سليمان [هو: ابن عكرمة بن خالد المخزومي المكي: قال أبو حاتم: "مضطرب الحديث، ومحله الصدق، ما أرى به بأسًا"، وقال العقيلي:"في حديثه عن غير ابن جريج وهم"، لم يخرج له مسلم إلا من روايته عن ابن جريج، وعلق له البخاري موضعًا عن ابن جريج، وله أيضًا ما استنكر عن ابن جريج، كما في علل ابن أبي حاتم (١/ ٢٨٩/ ٨٦٢)، انظر: التاريخ الكبير (٨/ ٢٠٠)، الجرح والتعديل (٩/ ٦٢)، ضعفاء العقيلي (٤/ ٣٣٨)، شرح علل الترمذي (٢/ ٨٠٧)، التهذيب (٤/ ٢٧٢)، الميزان (٤/ ٢٩٩)، وغيرها]، عن إسماعيل به.
قلت: فهو حديث منكر، وله طرق أخرى عن إسماعيل بن رافع، عند البخاري في التاريخ الكبير (١/ ٩٥)، وابن أبي داود في المصاحف (٧٣٥).
وانظر أيضًا: مصنف عبد الرزاق (٢/ ٣٦٣/ ٣٧١٦)، المعجم الكبير (٩/ ٦١/ ٨٣٩٣).