للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال ابن عبد البر في التمهيد (١٠/ ٥٩): "وهذا حديث لا تقوم به حجة ولا بمثله؛ لضعفه وانقطاعه".

وقال في الاستذكار (١/ ٤٠٦): "حديث ابن عمر في هذا الباب أثبت عند أهل العلم بالنقل".

وقال عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الوسطى (١/ ٣٠٣): "شداد لم يدرك بلالًا، والصحيح: أن بلالًا يؤذن بليل".

وتعقبه ابن القطان في بيان الوهم (٣/ ٤٦/ ٧٠٠) فزاد الحكم على شداد، فقال: "فإنه عندهم مجهول، لا يعرف بغير رواية جعفر بن برقان عنه" وانظر أيضًا: (٥/ ٦٨٢).

وقال ابن حجر في الدراية (١/ ١١٩): "وفيه انقطاع".

قلت: وهو كما قالوا: مرسل؛ بإسناد ضعيف؛ لأجل جهالة شداد مولى عياض، وروايته عن بلال: مرسلة [انظر: التهذيب (٢/ ١٥٦)، الميزان (٢/ ٢٦٦)، وقال: "لا يعرف"]، والله أعلم.

• وله طريق ثانية موصولة:

أخرجها بحشل في تاريخ واسط (٢١٢)، والروياني في مسنده (٧٤٨)، بإسناد صحيح إلى: شريك بن عبد الله النخعي، عن ابن المحرر، عن ابن الأصم، عن أبي هريرة، عن بلال، قال: دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو يتسحر بتمر، فقال: "يا بلال! اُدْنُ فكُل، يا بلال! لا تؤذن حتَّى يطلع الفجر" ... فذكر الحديث بنحوه.

وهو حديث منكر؛ ابن المحرر، هو: عبد الله بن محرر العامري: متروك، منكر الحديث، حدث عن يزيد بن الأصم وغيره بأحاديث مناكير [انظر: التهذيب (٢/ ٤١٨) وغيره].

• وله طريق ثالثة عن بلال بلفظ آخر: أنَّه كان لا يؤذن بصلاة الفجر حتَّى يرى الفجر، وأنه كان يدخل إصبعيه في أذنيه.

وهو: منكر أيضًا، تقدم تحت الحديث رقم (٥٢٠)، الشاهد رقم (٣).

ورواه أيضًا: حجاج، عن طلحة، عن سويد، عن بلال، قال: كان لا يؤذن حتَّى يَنْشَق الفجر.

أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ١٩٤/ ٢٢٢١)، ومن طريقه: ابن المنذر في الأوسط (٣/ ٣١/ ١١٨٣).

ضعَّفه البيهقي في الخلافيات (١/ ٤٦٧ - ٤٦٨ - مختصره)، لأجل حجاج بن أرطأة، وهو: ليس بالقوي، يدلس عن الضعفاء والمتروكين [انظر: الحديث رقم (٥٢٠)، الشاهد رقم (٧)].

• ومما روي في هذا المعنى، من كون بلال كان يؤذن حين يطلع الفجر [غير ما تقدم قبل قليل، مثل حديث سمرة، وأنيسة، وأنس، وشيبان]:

<<  <  ج: ص:  >  >>