(٣/ ١٥٣ - مجمع الزوائد)، وابن عدي في الكامل (٦/ ٤١)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٤١/ ١٤٣).
وهذا حديث ضعيف؛ تميم بن عياض: لم أعثر له على ترجمة، ولا له ذكر في غير هذا الإسناد - فيما وقفت عليه -، وقيس بن الربيع: ليس بالقوي، ضعفه غير واحد، وله أحاديث منكرة، وابتلي بابنٍ له كان يدخل عليه ما ليس من حديثه فيحدث به [انظر: التهذيب (٣/ ٤٤٧)، الميزان (٣/ ٣٩٣)]، وأما زهير بن أبي ثابت الأعمى: فثقة [التاريخ الكبير (٣/ ٤٢٧)، الجرح والتعديل (٣/ ٥٨٧)، تاريخ ابن معين للدوري (٣/ ٢٩٧/ ١٤٠٦)، تاريخ الدقاق (٢٤٦)، المعرفة والتاريخ (٣/ ١٨٧)، الثقات (٦/ ٣٣٧)، الميزان (٢/ ٨٣)، اللسان (٣/ ٥٢٧)].
٣ - حديث علي بن أبي طالب:
يرويه البزار (٢/ ١٩٢/ ٥٧٣) بإسناده إلى: سوار بن مصعب، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، قال: دخل علقمة بن علاثة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فدعا له برأس، وجعل يأكل معه، فجاءه بلال فدعاه إلى الصلاة، فلم يجب، فرجع فمكث في المسجد ما شاء الله، ثم جاء فقال: الصلاة يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -! قد والله أصبحت. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يرحم الله بلالًا، لولا بلال لرجونا أن يرخص لنا ما بيننا وبين طلوع الشمس"، فقال علي - رضي الله عنه -: لولا أن بلالًا حلف؛ لأكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتَّى يقول له جبريل: ارفع يدك.
قال البزار:"وهذا الحديث لا نعلم رواه عن إسماعيل عن قيس: إلا سوار بن مصعب، وهو: لين الحديث".
قلت: هو حديث منكر باطل، تفرد به سوار بن مصعب الهمداني، وهو: متروك، منكر الحديث، عن إسماعيل بن أبي خالد الثقة الثَّبت، وذاك: يروي عنه المناكير [انظر: اللسان (٤/ ٢١٦) وغيره].
٤ - حديث عروة بن الزبير، عن امرأة من بني النجار، قالت: كان بيتي من أطولِ بيتٍ حول المسجد، وكان بلال يؤذن عليه الفجر، فيأتي بسحر فيجلس على البيت ينظر إلى الفجر، فإذا رآه تمطى، ثم قال: اللهم إني أحمدك وأستعينك على قريش أن يقيموا دينك، قالت: ثم يؤذن، ... الحديث.
فقد تقدم برقم (٥١٩)، ولا يصح.
٥ - حديث أَنس: أن بلالًا أذن للفجر حين طلع الفجر، وأذن له من الغد حين أسفر.
فإسناده صحيح، وقد تقدم تحت الحديث رقم (٣٩٥) في آخره، ولا يصلح دليلًا على ما احتجوا به، فإنما هي واقعة حال، من أجل كان أول الوقت وآخره، حين سأل عن ذلك سائل، فكُلِّف بذلك بلال دون غيره.