الأول: يرويه عبد العزيز بن محمد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن ابن أم مكتوم يؤذن بليل؛ فكلوا واشربوا حتى يؤذن بلال؛ فإن بلالًا لا يؤذن حتَّى يرى الفجر" زاد في رواية منكرة [تفرد بها عن الدراوردي: يعقوب بن محمد بن عيسى الزهري المدني: هو: ضعيف. انظر: التهذيب (٤/ ٤٤٧)، الميزان (٤/ ٤٥٤)] قالت عائشة: وكان بلال يبصر الفجر. قال هشام: وكانت عائشة تقول: غلط ابن عمر.
أخرجه أبو عوانة (١/ ٢٧٩/ ٩٧٨) مختصرًا بدون المرفوع، بلفظ: أن ابن أم مكتوم كان يؤذن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو أعمى. وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٢/ ٨٣٨/٦) مختصرًا مثل أبي عوانة. وابن خزيمة (١/ ٢١١/ ٤٠٦)، وابن حبان (٨/ ٢٥١/ ٣٤٧٣)، وابن سعد في الطبقات (٤/ ٢٠٧) مثل أبي عوانة. والبيهقي (١/ ٣٨٢).
قال ابن خزيمة: "خبر هشام بن عروة: صحيح من جهة النقل"، ولم يصب في ذلك.
وقال البيهقي: "وحديث عبيد الله بن عمر، عن القاسم بن محمد، عن عائشة: أصح"، وهو كما قال.
قلت: وهو حديث شاذ بهذا اللفظ، تفرد به عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن هشام به، والدراوردي: كان سيئ الحفظ، يخطئ إذا حدث من حفظه، وكان كتابه صحيحًا؛ إلا أنَّه كان يحدث من كتب الناس فيخطئ أيضًا [انظر: التهذيب (٢/ ٥٩٢) وغيره]، وأعرض عن حديثه هذا البخاري ومسلم.
وقد روى هذا الحديث عن هشام بن عروة، فلم يذكر المرفوع منه، واقتصر على كلام عائشة: محمد بن جعفر بن أبي كثير [مدني، ثقة]، ويحيى بن عبد الله بن سالم [مدني، صدوق]، وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي [مدني، صدوق، وله أوهام]:
رووه عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كان ابن أم مكتوم يؤذن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو أعمى.
أخرجه مسلم (٣٨١)، وهو الحديث الآتي عند أبي داود برقم (٥٣٥).
ورواه وكيع بن الجراح [كوفي، ثقة حافظ]، وأبو أسامة حماد بن أسامة [كوفي، ثقة ثبت]، وأنس بن عياض [مدني، ثقة]:
رووه عن هشام بن عروة، عن أبيه: أن ابن أم مكتوم كان يؤذن [وفي رواية: للنبي - صلى الله عليه وسلم -] وهو أعمى. هكذا مرسلًا، وبدون المرفوع.
أخرجه ابن سعد في الطبقات (٤/ ٢٠٦)، وابن أبي شيبة (١/ ١٩٦ و ١٩٧/ ٢٢٥٠ و ٢٢٥١).
وهذا مما يؤكد وهم الدراوردي في روايته، والله أعلم.
وكلام أبي حاتم في العلل (١/ ١١٤/ ٣٠٨) يدل على أن هشامًا رواه مثل رواية القاسم عن عائشة، انظر كلامه المتقدم على حديث حماد بن سلمة.