الثقات المتقنين -: فإن الحديث رجاله ثقات مشهورون، غير السائب بن حبيش الكلاعي الشامي: حدث عن معدان بن أبي طلحة وغيره، وتفرد بالرواية عنه: زائدة بن قدامة، وذكره أبو الحسين الرازي في تسمية كتاب أمراء دمشق، وقال:"كان على دواوين قنسرين في خلافة بني مروان"، ووثقه العجلي وابن حبان، وقال الدارقطني:"صالح الحديث"، ورواية زائدة عنه تقوي أمره، لا سيما وقد قال الحاكم:"وقد عُرف من مذهب زائدة أنَّه لا يحدث إلا عن الثقات"، واحتج بحديثه هذا: أبو داود والنسائي، وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، وأما قول أحمد وقد سأله ابنه عبد الله، قال: قلت لأبي: أثقة هو؟ قال:"لا أدري" فليس هذا بجرح، إذ لو كان يرى فيه جرحة لما سكت عنه [العلل ومعرفة الرجال (٣/ ١١٠/ ٤٤٤٥)، تاريخ الدوري (٣/ ٥٦٢/ ٢٧٥٧)، التاريخ الكبير (٤/ ١٥٣)، الجرح والتعديل (٤/ ٢٤٤)، سؤالات البرقاني (٢١٣)، تاريخ دمشق (٢٠/ ٩٧)، بغية الطلب في تاريخ حلب (٩/ ٤١٨٢)، التهذيب (١/ ٦٨١)].
وعليه: فهو حديث حسن.
قال النووي في الخلاصة (٧٨٤ و ٢٢٦١): "رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح"، وصححه في المجموع (٤/ ١٦٢)، وحسن إسناده في الرياض (١٠٧٠).
وقال ابن الملقن في البدر المنير (٤/ ٣٨٧): "هذا الحديث صحيح".
• وللحديث طريق أخرى يرويها:
أبو عامر العقدي عبد الملك بن عمرو القيسي [ثقة]، وعلي بن ثابت [صدوق]: كلاهما: عن هشام بن سعد، عن حاتم بن أبي نصر [وقال أبو عامر:"ابن أبي نضرة" فوهم، قال ابن عساكر:"كذا قال، وإنما هو: ابن أبي نصر، بغير هاء، وبالصاد المهملة"]، عن عبادة بن نُسَيٍّ، قال: كان رجل بالشام يقال له: معدان، كان أبو الدرداء يقرئه القرآن، ففقده أبو الدرداء، فلقيه يومًا وهو بدابق، فقال له أبو الدرداء: يا معدان! ما فعل القرآن الَّذي كان معك؟ كيف أنت والقرآن اليوم؟ قال: قد علم الله منه فأحسن. قال: يا معدان! أفي مدينة تسكن اليوم، أو في قرية؟ قال: لا بل في قرية قريبة من المدينة. قال: مهلًا، ويحك يا معدان! فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"ما من خمسة أهل أبيات لا يؤذن فيهم بالصلاة، وتقام فيهم الصلوات؛ إلا استحوذ عليهم الشيطان، وإن الذئب يأخذ الشاذة، فعليك بالمدائن"، ويحك يا معدان!
لفظ علي بن ثابت.
أخرجه أحمد (٦/ ٤٤٥)، وابن عساكر في تاريخه (٥٩/ ٣٤٠).
• خالفهما: الفرج بن فضالة [ضعيف، لا سيما فيما روى عن أهل الحجاز، وهشام بن سعد: مدني]، عن هشام بن سعد، عن أبي بشر، عن معدان، عن أبي الدرداء، أنَّه لقيه بدابق، ... فذكر القصة، والحديث.
أخرجه أبو العباس الأصم في الثاني والثالث من حديثه (١٨٤)، قال: أخبرنا أبو