رواه عن أبي إسحاق: ابنه يونس بن أبي إسحاق، ومسعر بن كدام، وسعير بن الخِمس.
لكن رواه أبو يعلى الخليلي في الإرشاد (٣/ ٨٤١) من طريق سعير بن الخمس عن إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن عبد الله به.
قال الخليلي: "ولهذا الحديث طرق يجمع من رواه عن إبراهيم، فأما من حديث سعير فهو عزيز، وليس هذا بالعراق من حديث سعير".
قلت: إن صح من حديث ابن الخِمس، فلعله أغرب حين حدَّث به عن أبي إسحاق، حيث كنى إبراهيم الهجري، وهو باسمه ونسبته أشهر، والله أعلم، ولا أعلم من نسب سعيرًا إلى التدليس، فإن صح ذلك عنه؛ فيكون بذلك قد دلَّس تدليس الشيوخ، لكن الأظهر عندي -والله أعلم- أنه رواه من حديث أبي إسحاق السبيعي، فإنه معروف بالرواية عنه.
ولحديث ابن مسعود إسنادان آخران لا يصحان، انظر: مسند الهيثم بن كليب (٢/ ٣٢٠/ ٩٠٢)، المعجم الكبير للطبراني (٩/ ١٢١/ ٨٦١١).
• وقد رُوي بعضه من حديث ابن عمر مرفوعًا، ومعاذ موقوفًا، وغيرهما:
١ - حديث ابن عمر:
يرويه: الهيثم بن خارجة، قال: نا كليب بن عيسى بن أبي حجير، قال: سمعت زُجلة، قالت: سمعت سالمًا أو نافعًا، يحدث عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سره أن يلقى الله عَزَّ وَجَلَّ غدًا مسلمًا فليحافظ على الصلوات الخمس حيث ينادى بهن".
أخرجه الطبراني في الأوسط (٨/ ٢٢٠/ ٨٤٥٦)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٠/ ٢٢٧ و ٢٢٨).
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن زجلة مولاة عبد الملك بن مروان، إلا كليب بن عيسى، تفرد به الهيثم بن خارجة".
قلت: لا يصح هذا عن ابن عمر، ولا عن نافع، ولا عن سالم؛ زُجلة، وكليب بن عيسى: مجهولان [التاريخ الكبير (٣/ ٤٥٢)، الجرح والتعديل (٣/ ٦٢٤) و (٧/ ١٦٨)، الثقات (٦/ ٣٤٨)، تاريخ دمشق (٥٠/ ٢٢٧) و (٦٩/ ١٦٣)، الإكمال (٤/ ٢٨)، تكملة الإكمال (٢/ ٦٨٧)، تاريخ الإسلام (٨/ ٩٩) و (٩/ ١٣٥)].
وقد صح شيء من هذا من قول ابن عمر:
فقد روى يحيى بن سعيد الأنصاري، قال: سمعت نافعًا يحدث أن عبد الله بن عمر كان يقول: كنا إذا فقدنا الإنسان في صلاة العشاء الآخرة والصبح أسأنا به الظن.
أخرجه ابن خزيمة (٢/ ٣٧٠/ ١٤٨٥)، وابن حبان (٥/ ٤٥٥/ ٢٠٩٩)، والحاكم (١/ ٢١١)، وابن أبي شيبة (١/ ٢٩٢/ ٣٣٥٣)، والبزار (١٢/ ١٨٨/ ٥٨٤٨)، وابن المنذر في الأوسط (٤/ ١٣٤/ ١٨٩٦)، والبيهقي في السنن (٣/ ٥٩)، وفي الشعب (٣/ ٢٨٥٧/٥٦)، وابن عبد البر (٢٠/ ١٢).