للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال أبو بكر: وحدثناه إسماعيل مرة أخرى عن سليمان بن حرب كذلك".

وقال الخطيب: "قال لنا أبو بكر البرقاني: تفرد به إسماعيل بن إسحاق عن سليمان بن حرب. قلت: ورواه أبو عمر الحوضي عن شعبة عن عدي بن ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس موقوفًا، غير مرفوع".

• وقد وجدت له متابعًا على هذا الإسناد، لكن خالفه في رفعه:

فقد روى أحمد بن عمرو القَطِراني: ثنا سليمان بن حرب: ثنا شعبة، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له.

أخرجه الطبراني في الكبير (١٢/ ١٨/ ١٢٣٤٤)، ومن طريقه: الضياء في المختارة (١٠/ ١٤١/ ١٤٢)، وأبو موسى المديني في اللطائف (١١٨).

قال الطبراني: "هكذا رواه القطراني عن سليمان بن حرب موقوفًا، ورواه إسماعيل بن إسحاق القاضي عن سليمان بن حرب مرفوعًا".

قلت: القطراني هو: أحمد بن عمرو بن حفص بن عمر بن النعمان بن عبد الرحمن القريعي، أبو بكر البصري القطراني: حدث عنه أبو القاسم الطبراني وأكثر عنه، وأبو عوانة الإسفراييني، وأبو الطاهر الذهلي، وابن قانع، وابن الأعرابي، ذكره ابن حبان في الثقات، وأخرج له الحاكم في مستدركه، والضياء في مختارته، ونعته الذهبي بقوله: "الشيخ المحدث المعمر الثقة" [الثقات (٨/ ٥٥)، الأسامي والكنى (٦٥٠)، المستدرك (١/ ٣٠٧)، توضيح المشتبه (٧/ ٢٣٣)، السير (١٣/ ٥٠٦)، تاريخ الإسلام (٢٢/ ٥٩)].

وأيًّا كان فهو دون الإمام الكبير، شيخ الإسلام، الحافظ المتقن، الفقيه المتفنن، إسماعيل بن إسحاق القاضي [انظر ترجمته: تاريخ بغداد (٦/ ٢٨٤)، السير (١٣/ ٣٣٩) فالقول: قوله.

لكني أخاف أن يكون وهم سليمان بن حرب [وهو: ثقة حافظ، في هذا الإسناد الثاني، فقد رواه عن شعبة بالإسناد الأول: تسعة من أصحابه، وإن اختلفوا في رفعه ووقفه، لكنهم اتفقوا على شيخ شعبة، فجعلوه عدي بن ثابت، ولم يقل أحد منهم: حبيب بن أبي ثابت، فلا تطمئن النفس إلى ثبوت هذا الطريق، وكلام إسماعيل القاضي وأبي بكر البرقاني يُشعر بعدم ثبوته عندهما، والله أعلم.

• ويبقى المحفوظ في هذا الحديث، هو: ما رواه شعبة، عن عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له؛ إلا من عذر.

هكذا موقوفًا على ابن عباس بإسناد صحيح على شرط الشيخين [انظر: البخاري (٩٦٤)، مسلم (٨٨٤)].

• وقد اختلف في هذا الحديث على عدي بن ثابت:

<<  <  ج: ص:  >  >>