البصر، فشكا إليه، وسأله أن يرخص له في صلاة العشاء والفجر، وقال: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -! إن بيني وبينك أشياء، قال: فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هل تسمع الأذان؟ " قال: نعم، مرة أو مرتين، فلم يرخص له في ذلك.
وقال العوام: بلغني أنه صاحب: {عَبَسَ وَتَوَلَّى}[عبس]، وهو الذي نزلت فيه:{غَيْرُ أُولِي الضَّرَر}[النساء: ٩٥].
أخرجه بحشل في تاريخ واسط (١٠٤)، والروياني في مسنده (٤٣٢)، والطبراني في الأوسط (٨/ ٣٠/ ٧٨٦٩).
قال الطبراني:"لم يرو هذا الحديث عن ماهان -وهو: أبو صالح- إلا زهير -وهو: ابن الأقمر الذي روى عنه عمرو بن مرة-، ولا رواه عن زهير إلا عذرة، تفرد به العوام".
قلت: العوام ومحمد بن يزيد الكلاعي الواسطي: ثقتان ثبتان، وأما ابن الحارث هذا فقد وقع في رواية بحشل والطبراني: عذرة بن الحارث، وعند الروياني: عروة بن الحارث، فلو سلمنا للطبراني فيما قال، فإن زهير بن الأقمر أبا كثير الزبيدي: لم يرو عنه سوى عبد الله بن الحارث الزبيدي المكتب [التاريخ الكبير (٣/ ٤٢٨)، الجرح والتعديل (٣/ ٥٨٦)، الثقات (٤/ ٢٦٤)، تاريخ دمشق (١٩/ ٩٥)، تاريخ الإسلام (٦/ ٢٤٦)، التهذيب (٤/ ٥٧٦)].
[وانظر: مسند الطيالسي (٢٢٧٢)، الأموال لأبي عبيد (٥٣٨)، مصنف ابن أبي شيبة (٧/ ٣٥٢٤٣/١٩٢)، مسند أحمد (٢/ ١٩١)، الإيمان للعدني (٧٥)، الصمت لابن أبي الدنيا (٨ ١ ٣)، مسند الحارث (٦١١ - زوائده)، تعظيم قدر الصلاة (٢٠٦ و ٦٣٥)، تهذيب الآثار -مسند عمر- للطبري (١/ ١٠٦/ ١٧٥)، صحيح ابن حبان (١١/ ٢٠٥/ ٤٨٦٣) و (١١/ ٥٧٩/ ٥١٧٦)، الحلية (٧/ ٢٠٦)، سنن البيهقي (١٠/ ٢٤٣)، الموضح (٢/ ٩٩)، تاريخ دمشق (١٩/ ٩٥)، وغيرها].
والذي يظهر لي -والله أعلم- أن زهيرًا راوي هذا الحديث ليس هو أبا كثير الزبيدي زهير بن الأقمر، فإن ابن حبان قد فرق في ثقاته بينه وبين زهير راوي هذا الحديث؛ فقال (٤/ ٢٦٣): "زهير بن ماهان: يروي عن البراء بن عازب، روى عنه: عروة بن الحارث الشامي"، كذا وقع عنده زهير بن ماهان، والذي في الإسناد: زهير عن ماهان.
والراوي عنه: عذرة بن الحارث: لا يُعرف، أو: عروة بن الحارث الشيباني الشامي: فلا يُعرف أيضًا، ولا يصح حديثه.
ثم وجدت أبا طاهر المخلص رواه في الأول من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (١/ ٦)، بإسناد صحيح إلى محمد بن الحسن الواسطي [ثقة]، عن العوام بن حوشب، عن عزرة بن الحارث، عن زهير بن ماهان، عن البراء: أن ابن أم مكتوم أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، ... فذكره.
فهذا اختلاف ثالث في اسم هذا الراوي: عزرة بن الحارث، مما يؤكد جهالته، ومن