هذا الإسناد تبين لنا أن الراوي عن البراء هو: زهير بن ماهان، وهو: مجهول أيضًا.
قال ابن رجب في الفتح (٢/ ٣٩٠): "وقد رُوي هذا الحديث من رواية: البراء بن عازب، وأبي أمامة، وكعب بن عجرة، وفي أسانيدها ضعف، والله أعلم".
٦ - حديث أنس:
العباس بن عبد الله بن أبي عيسى: نا سعيد بن عبد الله بن دينار: نا الربيع بن صبيح، عن الحسن، عن أنس بن مالك، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا سمعت النداء فأجب وعليك السكينة، فإن أصبت فرجة؛ وإلا فلا تضيق على أخيك، واقرأ ما تسمع أذناك، ولا تؤذ جارك، وصل صلاة مودع".
أخرجه ابن الأعرابي في المعجم (٣/ ٨٩٣/ ١٨٦٤)، وأبو نعيم في الحلية (٦/ ٣٠٧)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٢١/ ١٧١).
الربيع بن صبيح [ليس بالقوي]، وسعيد بن عبد الله بن دينار، نسبه بعضهم إلى جده: قال أبو حاتم: "مجهول"، وقال العقيلي: "لا يتابع على حديثه، وليس بمعروف بالنقل"، وقال ابن حبان: "يأتي بما لا أصل له عن الأثبات" [الجرح والتعديل (٤/ ١٨)، ضعفاء العقيلي (٢/ ١٠٣)، الثقات (٧/ ١٢٤)، تاريخ دمشق (٢١/ ١٧٠)، اللسان (٤/ ٤٦) و (٥/ ٢٩٢)].
فهو حديث منكر.
٧ - حديث عتبان بن مالك:
رواه الإمام الشافعي، والإمام أحمد، وعلي بن شعيب، وابن سعد:
عن سفيان بن عيينة، قال: سمعت الزهري، يحدث عن محمود بن ربيع [كان سفيان يقول أحيانًا: عن محمود إن شاء الله: أن عتبان بن مالك]، عن عتبان بن مالك، قال: قلت: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -! إني محجوب البصر، وإن السيول تحول بيني وبين المسجد، فهل لي من عذر؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هل تسمع النداء؟ " فقال: نعم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما أجد لك عذرًا إذا سمعت النداء".
قال سفيان: وفيه قصة لم أحفظها.
قال الشافعي: رحمه الله: ولم أره استجلس الناس في حديث قط إلا هذا، وحديثه: "يا بقايا العرب".
قال الشافعي: هكذا حدثناه سفيان، وكان يتوقاه، ويعرف أنه لا يضبطه، وقد أوهم فيه فيما نرى.
ثم استدل على ذلك برواية مالك، وإبراهيم بن سعد.
أخرجه الشافعي في السنن (١٥٤)، وأحمد (٤/ ٤٣)، وابن سعد في الطبقات (٣/ ٥٥٠)، والطحاوي في المشكل (١٣/ ٨٠ و ٨١/ ٥٠٨٢ و ٥٠٨٤)، والمحاملي في الأمالي (٢٤٩)، والبيهقي في المعرفة (٢/ ٣٤٧/ ١٤٤٥).