للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال البزار: "وهذه الأحاديث لا نعلمها تروى عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، ولا نعلم حدث بها عن موسى إلا يوسف بن خالد، ويوسف بن خالد كان رجلًا قد كتب الحديث، رحل فيه إلى الكوفة، فكتب عن الأعمش، وكان أول من وضع الكتب المبسوطة في الوثائق، ولكن دخل في الكلام فجاوز حد أهل العلم؛ فضعف حديثه من أجل ذلك".

قلت: إسناده تالف؛ يوسف بن خالد السمتي: متروك، كذبه غير واحد، وابنه خالد: فضعِّف [اللسان (٣/ ٣٥٠)].

• ولحديث أبي هريرة شاهد من حديث أبي موسى الأشعري:

يرويه أبو أسامة: حدثني بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن جده أبي بردة، عن أبي موسى، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أعظم الناس أجرًا في الصلاة أبعدهم إليها ممشىً، فأبعدهم، والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام في جماعة أعظم أجرًا من الذي يصليها ثم ينام".

أخرجه البخاري (٦٥١)، ومسلم (٦٦٢)، وأبو عوانة (١/ ٣٢٤ و ٣٥٥/ ١١٥١ و ١٢٧٥)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٢/ ٢٥٩/ ١٤٨٦)، وابن خزيمة (٢/ ٣٧٨ ١٥٠١)، والبزار (٨/ ١٤٧/ ٣١٦٦)، وأبو يعلى (١٣/ ٢٧٨/ ٧٢٩٤)، والروياني (٤٨٢)، وأبو العباس السراج في مسنده (١٢٥١)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (٨١٢)، والبيهقي في السنن (٣/ ٦٤) و (١٠/ ٧٧)، وفي الشعب (٣/ ٦٧ - ٦٨/ ٢٨٩١)، والبغوي في شرح السنة (٢/ ٣٥٢ - ٣٥٣/ ٤٦٨)، وفي التفسير (٤/ ٧).

وبهذا الشاهد يحسَّن حديث أبي هريرة، والله أعلم.

• وأما ما رواه الإمام أحمد في مسنده (٥/ ٣٨٧)، من طريق ابن لهيعة، عن بكر بن عمرو، عن أبي عبد الملك، عن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فضل الدار القريبة من المسجد على الدار الشاسعة كفضل الغازي على القاعد".

ففي إسناده ابن لهيعة، وهو: ضعيف مدلس، وقد عنعنه، وأبو عبد الملك هو: علي بن يزيد الألهاني، وهو: متروك، منكر الحديث [انظر ترجمته فيما تقدم تحت الأحاديث رقم (٤٨ و ٥٤٧ و ٥٥٣) وقد جوَّده ابن لهيعة:

فقد رواه الإمام أحمد (٥/ ٣٩٩)، فقال: ثنا عبد الله بن يزيد [هو: أبو عبد الرحمن المقرئ: ثقة،: ثنا حيوة [هو: ابن شريح التجيبي المصري: ثقة ثبت]: حدثني بكر بن عمرو: أن أبا عبد الملك علي بن يزيد الدمشقي حدثه: أنه بلغه عن حذيفة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إن فضل الدار القريبة -يعني: من المسجد- على الدار البعيدة كفضل الغازي على القاعد".

وإسناده صحيح إلى الألهاني؛ فظهر بذلك أن علي بن يزيد الألهاني رواه عن حذيفة بلاغًا، فهو حديث منكر، مخالف للأحاديث الصحيحة الكثيرة في الباب، والله أعلم.

وقال ابن رجب في الفتح (٤/ ٤٦) بأن إسناده منقطع حسب.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>