وروى بقية، عن أبي عبد السلام، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا:"صلاة المرأة وحدها تفضل على صلاتها في الجمع خمسًا وعشرين درجة".
خرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان، وهو غريب جدًّا، وروايات بقية عن مشايخه المجهولين لا يعبأ بها".
وقال الذهبي في الميزان (٤/ ٥٤٨)، وفي المغني (٢/ ٧٩٦): "أبو عبد السلام الوحاظي: من مشيخة بقية العوام المجاهيل، والخبر منكر" [وانظر: اللسان (٩/ ١١٦)].
وقال المناوي في التيسير (٢/ ٩٩) بعد أن عزاه السيوطي في الجامع للديلمي في مسند الفردوس: "بإسناد ضعيف" [وانظر: السلسلة الضعيفة (٦/ ٤٢٤/ ٢٨٨٧)، المداوي (٤/ ٣٥٦)].
قلت: هو حديث منكر باطل.
فقد ذهب الخطيب في الموضح (٢/ ٢٧٣) إلى أن أبا عبد السلام شيخ بقية هذا، إنما هو عبد القدوس بن حبيب الكلاعي الوحاظي، دلسه بقية فكناه ولم يسمه، فمرة يقول: "عن أبي سعيد الوحاظي"، ومرة يقول: "حدثني أبو عبد السلام"، قال الخطيب: "المشهور أن كنيته أبو سعيد، وإنما غيَّر بقية كنيته"، قلت: كناه به بقية لكونه أحد أبنائه، فقد كان لعبد القدوس ابن اسمه عبد السلام، وهو عبد السلام بن عبد القدوس بن حبيب الوحاظي [المترجم له في التهذيب، وهو ضعيف جدًّا. التهذيب (٢/ ٥٧٨)، التقريب (٣٨٥)].
وعبد القدوس هذا: متروك، منكر الحديث، كذبه جماعة، واتهمه ابن حبان بالوضع، وذكره مسلم في مقدمة صحيحه ضمن جماعة متهمين قال فيهم: "وأشباههم ممن اتهم بوضع الأحاديث وتوليد الأخبار" [اللسان (٥/ ٢٣٣)]، وهو معروف بالرواية عن نافع [انظر: مصنف عبد الرزاق (٨/ ١١٢/ ١٤٥٢٢)، التاريخ الكبير (٦/ ١١٩)، المجروحين (٢/ ١٣١)، الكامل (٥/ ٣٤٢)، فتح الباب (٣٢٨٠)، فوائد تمام (٣٩١)، الأنساب (٥/ ٥٧٦)، تاريخ دمشق (٣٦/ ٤١٦)]، وقال البخاري: "يروي عن نافع ومجاهد والشعبي ومكحول وعطاء: أحاديث مقلوبة"، قلت: فهذا منها؛ إذ قلبه فجعل المرأة بدل الرجل، وأعطاها حكمه، والله أعلم.
٢ - حديث أبي سعيد الخدري:
يرويه يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن عبد الله بن خباب، عن أبي سعيد الخدري: أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "صلاة الجماعة تفضل صلاة الفَذِّ بخمس وعشرين درجةً".
أخرجه البخاري (٦٤٦)، وأحمد (٣/ ٥٥)، وأبو يعلى (٢/ ٥١٣/ ١٣٦١)، والبيهقي في السنن (٣/ ٦٠)، وفي الشعب (٣/ ٤٨/ ٢٨٣٠).
وانظر فيمن وهم في إسناده: ضعفاء العقيلي (١/ ٥٥)، حديث أبي الفضل الزهري (٦٧٨)، أطراف الغرائب والأفراد (٥/ ٦٩/ ٤٦٩٤).