أوس، وهو رجل مجهول، لا يُعرف روى عنه غير أبي سليمان الكحال، ولا تُعرف له رواية عن غير بريدة لهذا الحديث خاصة"، وقال في موضع آخر (٥/ ٦٧٨): "وهو لا يصح".
وقال المنذري في الترغيب (١/ ١٣٣/ ٤٧٩): "ورجال إسناده ثقات".
وذكر ابن رجب في الفتح (٤/ ٤٩) أن حديث بريدة هذا: من أجود ما روي في الباب.
قلت: هو حديث غريب؛ كما قال الترمذي، عبد الله بن أوس الخزاعي: لا يُعرف إلا بهذا الحديث، ولم يرو عنه غير إسماعيل بن سليمان الكحال، فهو مجهول؛ كما قال ابن القطان، وضعف حديثه الترمذي، ولم يذكر ما في الباب على عادته، ولا يغني عنه شيئًا ذكر ابن حبان له في الثقات [التهذيب (٢/ ٣٠٤)، الميزان (٢/ ٣٩٣)].
وإسماعيل بن سليمان الكحال الضبي البصري: قال فيه أبو حاتم: "صالح الحديث"، ولما ذكره ابن حبان في الثقات قال: "كان يخطئ"، وهو قليل الرواية جدًّا [التهذيب (١/ ١٥٤)، الجرح والتعديل (٢/ ١٧٧)، الثقات (٦/ ٣٩)، الأنساب (٥/ ٣٧)، الأحكام الكبرى (٢/ ٣٦)، تاريخ الإسلام (١٠/ ٨٠)]، فرواية مثله عن عبد الله بن أوس الخزاعي لا ترفع من حاله، والله أعلم.
• ومن شواهده:
١ - حديث أنس، وله أسانيد:
الأول: يرويه سليمان بن داود الصايغ، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بَشِّر المشَّائين في الظُّلَمِ إلى المساجد بالنور التَّامِّ بوم القيامة".
أخرجه ابن ماجه (٧٨١)، والحاكم (١/ ٢١٢)، والضياء في المختارة (٥/ ٩٢ و ٩٣/ ١٧١٣ و ١٧١٤)، والدولابي في الكنى (٢/ ٦٠٥/ ١٠٨٥)، والعقيلي في الضعفاء (٢/ ١٤٠)، وتمام في الفوائد (١٨٩ و ١٩٠)، والقضاعي في مسند الشهاب (٧٥١)، والبيهقي في السنن (٣/ ٦٣)، وفي الشعب (٣/ ٧١/ ٢٩٠٢)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٤٩/ ٢١١)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (١/ ٤٠٦/ ٦٨٥).
وسليمان هذا، هو: ابن داود بن مسلم الهنائي البصري الصائغ، مؤذن مسجد ثابت البناني [التهذيب (٢/ ٩٢)، التقريب (٢٤٨)، وقال: "مجهول"]، نسبه العقيلي إلى جده، كما وقع عنده في الرواية، وقال: "سليمان بن مسلم: مؤذن مسجد ثابت البناني، ولا يتابع على حديثه، ولا يعرف إلا به".
وقال الحاكم: "رواية مجهولة عن ثابت عن أنس".
وقال ابن الجوزي: "مجزأة وسليمان: مجهولان".
وقال مغلطاي في شرح سنن ابن ماجه (٤/ ١٣١٩): "هذا حديث لا بأس بسنده"، فلم يصب.