أخرجه ابن خزيمة (٢/ ٣٧٧/ ١٤٩٩)، والحاكم (١/ ٢١٢)، والطبراني في الكبير (٦/ ١٤٧/ ٥٨٠٠)، والبيهقي في السنن (٣/ ٦٣)، وفي الشعب (٣/ ٧١/ ٢٩٠١).
قال الحاكم:"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه".
تنبيه: جمع الحاكم -وعنه البيهقي- بين الإسنادين في سياق واحد فقرن بين أبي غسان وبين زهير بن محمد في نفس الإسناد، فقال في الإسناد:"ثنا زهير بن محمد التميمي وأبو غسان المدني، عن أبي حازم"، وقد رواه الحاكم من طريق ابن خزيمة، لكن ابن خزيمة أفرد كل إسناد على حدة، ولم يجمعهما في سياق واحد، وكأن شيخه إبراهيم الحلبي حدثه به مرة هكذا، ومرة هكذا، ولم يجمع بين الرجلين في مجلس واحد في إسناد واحد، كما يوهمه سياق الحاكم، والله أعلم.
وهذا حديث غريب غريب؛ كما قال ابن خزيمة، تفرد به إبراهيم بن محمد الحلبي، عن شيخه يحيى بن الحارث الشيرازي، عن اثنان من الثقات المشاهير.
أما يحيى بن الحارث الشيرازي: فقد ذهب ابن حجر في التهذيب (٤/ ٣٤٦)، وفي التقريب (٦٥٨) إلى أنه غير يحيى بن الحارث الطائي، وميز بينهما، وقال عن الطائي في التهذيب:"خلطه بعضهم بالذي قبله [يعني: الشيرازي]، وهو غيره فذكرته للتمييز"، والصواب أنهما واحد، ومن فرق بينهما فقد أخطأ، وذلك لأمور، منها:
أن الشيرازي والطائي من طبقة واحدة، وممن جعلهما واحدًا: العجلي، حيث قال في ثقاته (١٩٦٨): "يحيى بن الحارث الطائي فارسي من أهل شيراز ثقة صاحب سنة"، فظهر بذلك أن الطائيَّ شيرازيٌّ، فما الداعي للتفريق بينهما، وقد حكم أحد أئمة هذا الفن بما يدل على أنهما واحد، ولهذا لم يفرق بينهما: المزي في التهذيب (٣١/ ٢٦٠)، ولا مغلطاي في إكمال التهذيب (١٢/ ٢٩٥)، حيث جمع المزي بين شيوخ الرجلين وتلاميذهما في ترجمة واحدة، وذكر مغلطاي كلام أئمة الجرح والتعديل عن الطائي في ترجمة الشيرازي، والذي يغلب على ظني أن ابن حجر لم يطلع على كلام مغلطاي؛ فإنه في الغالب يميل إلى قوله فينقله في التهذيب [وانظر: المتفق والمفترق (٣/ ٢٠٦٥)، فتح الباب (٣٣٢١)، توضيح المشتبه (٨/ ٢٣٢)، اللسان (٨/ ٤٢٤)].
وعلى هذا؛ فإن يحيى بن الحارث الطائي الشيرازي: وثقه العجلي، ووُثِّق في سياق إسناد هذا الحديث، فقد قال ابن خزيمة:"نا إبراهيم بن محمد الحلبي البصري بخبر غريب غريب: حدثنا يحيى بن الحارث الشيرازي، وكان ثقة، وكان عبد الله بن داود يثني عليه"، والأقرب أن توثيقه من قبل الراوي عنه، وهو: إبراهيم بن محمد الحلبي، وليس بأهلٍ لأن يُقبل منه توثيق شيخه، لما سيأتي في ترجمته، وثناء عبد الله بن داود الخريبي لم نقف عليه إلا من طريق الحلبي هذا، ولعله أثنى عليه في دينه وصلاحه، ولم يتعرض لضبطه للحديث.
وقال العقيلي في الضعفاء (٤/ ٣٩٥): "يحيى بن الحارث الطائي عن أخيه زهدم: