ولا يصح حديثه"، ولم يترجم له ابن أبي حاتم، وقال ابن حجر في التقريب (٦٥٨) عن الشيرازي: "مقبول"، وقال عن الطائي: "ضعيف".
وعلى هذا فإن تفرد مثل هذا الغريب - على ما فيه من ضعف، وقلة بضاعته من الحديث -، عن أبي غسان محمد بن مطرف المدني الثقة المشهور، وعن زهير بن محمد التميمي [الثقة المشهور في رواية غير أهل الشام عنه]، في تفرده عن هذين دون أصحابهما وأهل بلدهما: نكارة ظاهرة، لا سيما وقد تفرد به عنه: إبراهيم بن محمد الحلبي نزيل البصرة، وهو ليس بذاك الثقة المشهور المكثر، فلم يوثقه غير ابن حبان، ومع ذلك فإنه لما ذكره في ثقاته (٨/ ٧٥) قال: "يخطئ"، فكيف يحتمل من مثله التفرد بهذا؟ [انظر: التهذيب (١/ ٨٥)، فتح الباب (١٦٩)، تاريخ الإسلام (١٩/ ٦٩)]، ورواية جماعة من الأئمة الحفاظ عنه لا تشفع له، وبذا تدرك معنى قول ابن خزيمة: "نا إبراهيم بن محمد الحلبي البصري بخبر غريب غريب".
٣ - عن أبي سعيد الخدري:
يرويه عبد الحكم بن عبد الله القسملي، قال: حدثنا أبو الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بشر المشائين في ظُلَم الليل إلى المساجد بالنور التامِّ يوم القيامة".
أخرجه أبو داود الطيالسي (٣/ ٦٦٣/ ٢٣٢٦)، وأبو يعلى (٢/ ٣٦١/ ١١١٣)، والعقيلي في الضعفاء (٣/ ١٠٥)، وابن عدي في الكامل (٥/ ٣٣٤)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (١/ ٤٠٨/ ٦٨٩).
قال العقيلي: "الرواية فيها لين".
وقال ابن الجوزي: "هذا لا يصح".
قلت: هو حديث منكر؛ عبد الحكم بن عبد الله، ويقال: ابن زياد القسملي: منكر الحديث [التهذيب (٢/ ٤٧١)، الميزان (٢/ ٥٣٦)].
• ورواه محمد بن مصعب القرقساني [صدوق، كثير الغلط]: ثنا أبو الأشهب [هو العطاردي جعفر بن حيان: ثقة]، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... فذكره.
أخرجه ابن عدي في الكامل (٦/ ٢٦٥)، قال: حدثنا أحمد بن الحسين بن عبد الصمد: ثنا عثمان بن يحيى: ثنا محمد بن مصعب به.
وعثمان بن يحيى هذا هو أبو عمرو عثمان بن يحيى بن عثمان إمام جامع قرقيسيا، ذكره ابن حبان في الثقات (٨/ ٤٥٥)، وسمى جده سعيدًا، وقال ابن القطان الفاسي في بيان الوهم (٣/ ١٧٣/ ٨٨٣): "لا تعرف حاله"، وقال ابن حجر في التغليق (٣/ ٢٢٧):