فهو حديث منكر؛ لتفرد هذا المجهول به عن عطاء بن أبي رباح.
٧ - عن زيد بن حارثة:
يرويه سليمان بن أحمد الواسطي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، عن عروة بن الزبير، عن أسامة بن زيد، عن أبيه زيد بن حارثة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بشر المشائين إلى المساجد في الظُّلَم بنورٍ يوم القيامة ساطع".
أخرجه ابن قانع في المعجم (١/ ٢٣٠)، والطبراني في الكبير (٥/ ٨٦/ ٤٦٦٢)، وفي الأوسط (٥/ ٢٨/ ٤٥٨١)، وابن عدي في الكامل (٣/ ٢٩٢)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٣/ ١٤٠/ ٢٨٥٧)، والقضاعي في مسند الشهاب (٧٥٤)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (١٩/ ٣٤٣) و (٢٢/ ١٧٣).
قال ابن عدي: "ولم يبلغني هذا الحديث بهذا الإسناد إلا عن سليمان هذا، ولم أسمع أحدًا يذكره بهذا الإسناد غير عبدان عن سليمان، وبهذا الإسناد إنما هو: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نضح فرجه".
قلت: قد توبع عليه عبدان عند ابن قانع والقضاعي وابن عساكر، وانظر في نضح الفرج الحديث المتقدم برقم (١٦٧)، الشاهد الأول [وهو حديث باطل].
وهذا حديث باطل؛ لا يُعرف عن هؤلاء المشاهير إلا من طريق سليمان بن أحمد الواسطي هذا، وهو: متروك، متهم، كذبه غير واحد [اللسان (٤/ ١٢٣)].
٨ - عن ابن عباس:
يرويه محمد بن زكريا الغلابي: ثنا العباس بن بكار الضبي: ثنا أبو هلال، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.
أخرجه الطبراني في الكبير (١٠/ ٢٨٩/ ١٠٦٨٩)، عن الغلابي به. وعنه: أبو نعيم في معرفة الصحابة (٣/ ١٧٠٦/ ٤٢٨٠).
ورواه القضاعي في مسند الشهاب (٧٥٦)، من طريق: أبي بكر هلال بن محمد بن محمد الرازي بالبصرة: ثنا محمد بن زكريا الغلابي: نا العباس بن بكار: نا حماد بن سلمة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عباس به مرفوعًا.
فجعل حماد بن سلمة بدل أبي هلال، فلا أدري كان ذلك من الغلابي نفسه، أم من هلال الرازي؛ فإنه متكلم فيه [انظر: سؤالات السهمي (٣٧١)، المغني في الضعفاء (٢/ ٧١٥)].
وهذا حديث موضوع.
العباس بن بكار الضبي البصري، وهو العباس بن الوليد بن بكار: كذاب، متهم بالوضع [تاريخ الإسلام (١٦/ ٢١٤)، اللسان (٤/ ٤٠٢)]، ومحمد بن زكريا الغلابي: كذاب، يضع الحديث [دلائل النبوة للبيهقي (١/ ١٣٩) و (٢/ ٤٢٧)، اللسان (٧/ ١٣٩)].