للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

واختلف فيه على بقية:

أ- فرواه به عنه هكذا: عيسى بن المنذر [حمصي، أخرج له مسلم في المتابعات (١٣٩٤ و ١٤٢٩)، وذكره ابن حبان في الثقات (٨/ ٤٩٤)، وقال: "يُغرب"، وروى عنه جماعة. التهذيب (٣/ ٣٦٨)]، وعمرو بن عثمان [حمصي، صدوق].

ب- وخالفهما: محمد بن مصفى [صدوق]، والوليد بن عتبة [ثقة]:

روياه عن بقية، قال: حدثني صفوان بن عمرو، عن سلمة القيسي [العنسي]، عن رجل حدثه من أهل بيته، عن أبي أمامة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، مثله.

أخرجه الطبراني في الكبير (٨/ ١٤٢ و ٢٩٣/ ٧٦٣٤ و ٨١٢٥)، وفي مسند الشاميين (٢/ ١٢٣/ ١٠٣٤)، ومن طريقه: الشجري في الأمالي الخميسية (١/ ٢٧٨).

وهذا أولى؛ فقد سأل ابن أبي حاتم أباه عمن قال في هذا الحديث: "عن سلمة القيسي عن أبي أمامة"؟ فقال أبو حاتم: "إنما هو: سلمة، عمَّن حدثه، عن أبي أمامة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وبعضهم يقول: عن رجال من أهل بيته، عن أبي أمامة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" [العلل (١/ ١٨٩/ ٥٤٣)، [وانظر: الجرح والتعديل (٤/ ١٧٨)].

قال المنذري في الترغيب (٤٨٢): "رواه الطبراني في الكبير، وفي إسناده نظر".

وهذا إسناد مجهول؛ سلمة العبسي، أو العنسي، أو القيسي: لا يُعرف [الجرح والتعديل (٤/ ١٧٨)، مجمع الزوائد (٢/ ٣١)]، وشيخه مبهم.

• وانظر في المراسيل: مصنف عبد الرزاق (٣/ ٣٦٩/ ٥٩٩٩)، مصنف ابن أبي شيبة (٧/ ١٥٩/ ٣٤٩٦٧)، أسد الغابة (٢/ ٤٣ و ١٧٠)، توضيح المشتبه (٣/ ٤٣٥)، الإصابة (٢/ ٢١٣).

• وحاصل ما تقدم: فإنه باستثناء المناكير والغرائب وما لا يصلح في الشواهد والمتابعات، نجد أن حديث أبي سعيد من الطريق الثاني، وحديث أبي الدرداء من طريقه الأول، وحديث أبي هريرة من طريقه الثاني، من أحسنها حالًا، ولكن النفس مع ذلك لا تطمئن إلى ثبوت هذا الحديث، والله أعلم.

• ولما أخرج البخاري في صحيحه (٤٦٥ و ٣٦٣٩ و ٣٨٠٥) حديث أنس - رضي الله عنه -: أن رجلين خرجا من عند النبي - صلى الله عليه وسلم - في ليلة مظلمة، وإذا نور بين أيديهما حتى تفرَّقا، فتفرَّق النور معهما.

وفي رواية: أن رجلين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - خرجا من عند النبي - صلى الله عليه وسلم - في ليلة مظلمة، ومعهما مثل المصباحين، يضيئان بين أيديهما، فلما افترقا صار مع كل واحد منهما واحد؛ حتى أتى أهله.

قال ابن رجب في الفتح (٢/ ٥٤٤): "وإنما اقتصر البخاري على هذا الحديث في هذا الباب؛ لأن الأحاديث الصريحة في: تبشير المشائين إلى المساجد في الظلم بالنور التام يوم القيامة: ليس شيء منها على شرطه، وإن كانت قد رويت من وجوه كثيرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>