للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القوم غُفر له ما تقدم من ذنبه، وإن أدرك منها بعضًا وسُبق ببعض فقضى ما فاته فأحسن ركوعه وسجوده كان كذلك، وإن جاء والقوم قعود كان كذلك".

أخرجه أبو يعلى في المفاريد (١١٢)، والطحاوي في المشكل (٢/ ٢٣٧/ ٨٥٩ - ترتيبه).

قلت: وهذه رواية شاذة، ورواية الجماعة هي المحفوظة.

فإن بين يعلى بن عطاء وابن المسيب: معبد بن هرمز، وهو: مجهول، لا يُعرف له رواية غير هذا الحديث، وابن المسيب يحكي قصة هذا الصحابي المبهم، ولا يُعلم هل أدركه وسمع منه، أم لا؟ فظاهره الإرسال، ومراسيل ابن المسيب من أصح المراسيل، ورواية الحضرمي التي فيها أنه دخل عليه: شاذة.

فالحديث مرسل بإسناد ضعيف.

قال عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الكبرى (٢/ ١٠): "معبد بن هرمز: لا أعلم روى عنه إلا يعلى بن عطاء".

وقال ابن القطان الفاسي في بيان الوهم (٤/ ١٤٣/ ١٥٨٤): "ومعبد بن هرمز: لا يُعرف روى عنه غير [يعلى بن] عطاء، ولا تعرف حاله".

وقال الذهبي في تهذيب سنن البيهقي (٢/ ١٠٠٠): "معبد: مجهول"، وقال في المغني (٢/ ٦٦٧): "لا يُعرف"، وقال في الميزان (٤/ ١٤١): "لا يُعرف، ذكره ابن حبان في ثقاته، تفرد عنه يعلى بن عطاء، حديثه في فضل الوضوء" [وانظر: التاريخ الكبير (٧/ ٣٩٩)، الجرح والتعديل (٨/ ٢٨٠)، الثقات (٧/ ٤٩٤)، التهذيب (٤/ ١١٥)، وقال في التقريب (٦٠١): "مجهول"].

• وهذا الحديث له طرفان:

الأول: في فضل المشي إلى الجماعة في المسجد، وقد تقدم ذكر طرقه وشواهده فيما سبق تحت الحديث رقم (٥٥٩)، وأصله صحيح متفق عليه.

والثاني: في ثواب من أتى المسجد فأدرك الجماعة، أو سبق بها، أو فاتته، وتقييده بالمغفرة، فقد ظن بعضهم أنه قد جاء في معناه:

ما رواه عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث: أن الحُكَيم بن عبد الله القرشي حدثه: أن نافع بن جُبير وعبد الله بن أبي سلمة حدثاه: أن معاذ بن عبد الرحمن حدثهما، عن حمران مولى عثمان بن عفان، عن عثمان بن عفان، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من توضأ للصلاة فأسبغ الوضوء، ثم مشى إلى الصلاة المكتوبة: فصلاها مع الناس، أو مع الجماعة، أو في المسجد: غفر الله له ذنوبه".

أخرجه مسلم (٢٣٢/ ١٣)، وأبو عوانة (١/ ٤١٣/ ١٥٢٨)، وأبو نعيم في المستخرج (١/ ٢٩٦/ ٥٥٠)، والنسائي في المجتبى (٢/ ١١١/ ٨٥٦)، وفي الكبرى (١/ ٤٤٩/ ٩٣١)، والبيهقي (١/ ٨٢).

والذي يظهر لي في هذه الرواية: أن راويها قد شك، هل قال: "فصلاها مع الناس"،

<<  <  ج: ص:  >  >>