و ١٣٥٨٠)، الصفات للدارقطني (٤٥ و ٤٨)، علل الدارقطني (١٢/ ٤٢٩/ ٢٨٦٥) و (١٣/ ١٥٤ و ١٨٧ و ١٨٨ و ٢١٢ و ٢١٥/ ٣٠٣٣ و ٣٠٧٦ و ٣٠٧٧ و ٣١٠٤ و ٣١٠٨) و (١٥/ ١٣١/ ٣٨٨٩)، المستدرك (٢/ ٣١٩)، شرح أصول الاعتقاد (٧١٦)، الحلية (٤/ ٢٠) و (٧/ ٢٣٥)].
فإذا علمنا بعد ذلك أن حبيب بن أبي ثابت معدود في المدلسين، فقد روى أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، قال: قال لي حبيب بن أبي ثابت: "لو أن رجلًا حدثني عنك، ما باليت أن أرويه عنك"، وقد وصفه بالتدليس: ابن خزيمة، وقال بعد أن روى قول حبيب هذا في التوحيد:"يريد: لم أبال أن أدلسه"، وظاهر كلامه في صحيحه يدل على أنه لا يحتج بحديث حبيب حتى يصرح بالسماع في كل حديث حديث، وعلق القول بهذا الحديث على ثبوته، وقال:"ولا أقف على سماع حبيب بن أبي ثابت هذا الخبر من ابن عمر"، هذا مع كونه قد أثبت له عموم السماع منه بقوله:"قد سمع حبيب بن أبي ثابت من ابن عمر" [صحيح ابن خزيمة (٢/ ١٩٧ و ١٩٨) و (٣/ ٩٢)، التوحيد لابن خزيمة (١/ ٨٧/ ٤٢)].
ووصفه بالتدليس أيضًا: ابن حبان، والدارقطني، والبيهقي، وكلام البيهقي صريح في رد حديثه لكونه لم يصرح فيه بالسماع من شيخه، بل رواه عنه بالعنعنة، واحتج البيهقي بقرينة أخرى على أنه أخطأ فيه [الثقات (٤/ ١٣٧)، السنن الكبرى للبيهقي (٣/ ٣٢٧)، معرفة السنن والآثار للبيهقي (٣/ ٨٥/ ١٩٨٦)، جامع التحصيل (١٠٥)، التبيين لأسماء المدلسين (١١)، طبقات المدلسين (٦٩)، وانظر: السير (٥/ ٢٨٨)].
وبناء على ذلك: فإن حبيب بن أبي ثابت إنما سمع من ابن عمر ثلاثة أحاديث فقط، وما عداها فلم يسمعها من ابن عمر، ومنها هذا الحديث، وقد انفرد فيه حبيب بهذه اللفظة:"وبيوتهن خير لهن"، ولم يتابعه عليها من روى الحديث عن ابن عمر من أصحابه المكثرين عنه، وممن هم أعلم به من حبيب بن أبي ثابت، مثل: ابنيه سالم وبلال، وحفيده عبد الله بن واقد، ومولاه نافع، وصاحبه مجاهد بن جبر، فلعل حبيبًا دلسه عن مجروح، والله أعلم.
وقد تقدم معنا لحبيب بن أبي ثابت حديث القبلة وحديث المستحاضة، واللذان لم يسمعهما حبيب من عروة بن الزبير، بل وأخطأ فيهما أيضًا على عروة [راجع حديث القبلة، وقد تقدم برقم (١٨٠)، وحديث المستحاضة، وقد تقدم برقم (٢٩٨)]، والله أعلم.
***
٥٦٨ - . . . الأعمش، عن مجاهد، قال: قال عبد الله بن عمر: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ائذَنُوا للنساء إلى المساجد بالليل".