للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال النسائي: "وحديث يعقوب: أولى بالصواب، والله أعلم".

قلت: وهو كما قال؛ فإن أهل بيت الرجل أعلم بحديثه من غيرهم، أما رواية إبراهيم بن حمزة الزبيري فهي وهمٌ، إما منه وإما من الراوي عنه، وأما رواية منصور بن أبي مزاحم فهي وهمٌ أيضًا، فهو غريب تفرد بقوله: "عن أبيه"، ولم يتابع عليه، وأما رواية الجماعة: الطيالسي وأبي سلمة التبوذكي ومن تابعهما: فالثقات منهم: غرباء بين بصري وجرجاني، وأما المدنيون منهم: فليسوا من أهل الاحتجاج، واحتمال الوهم قائم في روايتهم، حيث أسقطوا راويًا من الإسناد، وقد يكون الوهم فيه من إبراهيم نفسه، ومن حفظ وزاد في الإسناد حجة على من لم يحفظ، والله أعلم.

قال ابن حبان بعد أن أخرج الحديث من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، ومن طريق منصور بن أبي مزاحم: "الإسنادان جميعًا محفوظان، وهما: طريقان اثنان، متناهما مختلفان".

قلت: وهذا قول ضعيف، والصحيح ما تقدم، فكلا الروايتين وهم، والمحفوظ: رواية يعقوب وسعد ابنا إبراهيم، عن صالح بن كيسان، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن هشام، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن بسر بن سعيد، قال: أخبرتني زينب الثقفية امرأة عبد الله: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لها: "إذا خرجتِ إلى العشاء فلا تمسي طيبًا".

وعلى هذا يحرر الرواة عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن هشام العامري، فيقال: قد روى عنه اثنان: صالح بن كيسان، وعبد الرحمن بن إسحاق المدني فقط، والله أعلم.

والمحفوظ: حديث صالح بن كيسان، وحديث عبد الرحمن بن إسحاق: وهمٌ، ولا يُعرف من حديث زيد بن خالد الجهني إلا من طريقه، وهو ليس بالحافظ، والمعروف إنما هو من حديث زينب الثقفية امرأة عبد الله بن مسعود، قال الدارقطني: "والقول: قول من أسنده عن زينب".

• تابع بكير بن الأشج: زياد بن سعد:

رواه الهيثم بن خالد [بن يزيد المصيصي: ضعيف. سؤالات الحاكم (٢٣٨)، تاريخ بغداد (١٤/ ٦١)، الميزان (٤/ ٣٢١)، التهذيب (٤/ ٢٩٧)، التقريب (٦٤٦)]، وسنيد بن داود [ضعيف، لا سيما في حجاج. التهذيب (٢/ ١٢٠)، التقريب (٢٥٨) قالا: حدثنا الحجاج بن محمد: حدثنا ابن جريج: حدثنا زياد بن سعد، عن الزهري، عن بسر بن سعيد، عن زينب الثقفية: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا شهدت إحداكن صلاة العشاء فلا تمسن طيبًا".

أخرجه النسائي في المجتبى (٨/ ١٥٥/ ٥١٣٤)، وفي الكبرى (٨/ ٣٥٢/ ٩٣٧٢)، وابن أبي حاتم في العلل (١/ ٧٩/ ٢١١) (٢/ ٥٤/ ٢١١ - ط سعد الحميد)، والدارقطني في الأفراد (٢/ ٣٩٤/ ٥٨٧٨ - أطرافه)، وفي العلل (٩/ ٨٧/ ١٦٥٣)، وابن عبد البر في التمهيد (٢٤/ ١٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>