الصلاة خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد، ومعهن صبيانهن، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعلم ذلك، ويراعي في صلاته حالهنَّ، ويؤثِر ما يهوِّن عليهن، ويجتنب ما يشقُّ عليهن، وذلك دليل على أن حضورهن الجماعة معه غير مكروه، ولولا ذلك لنهاهن عن الحضور معه للصلاة".
٨ - عن سهل بن سعد:
يرويه سفيان الثوري، قال: حدثني أبو حازم، عن سهل بن سعد، قال: لقد رأيت الرجال عاقدي أُزُرِهم في أعناقهم مثل الصبيان من ضيق الأُزُر خلف النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال قائل: يا معشر النساء! لا ترفعْنَ رؤوسكن حتى يرفعَ الرجالُ.
وفي رواية: قال: كان رجال يصلون مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عاقدين أُزُرَهم كهيئة الصبيان، فقيل للنساء: لا ترفعْنَ رؤوسكنَّ حتى يستويَ الرجالُ جلوسًا.
وهو حديث متفق عليه [أخرجه البخاري (٣٦٢ و ٨١٤ و ١٢١٥)، ومسلم (٤٤١)، وسيأتي تخريجه في موضعه من السنن برقم (٦٣٠)، إن شاء الله تعالى].
٩ - عن أبي هريرة:
يرويه سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خير صفوف الرجال أوَّلها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أوَّلها".
أخرجه مسلم (٤٤٠)، والترمذي (٢٢٤)، وقال: "حسن صحيح"، وسيأتي تخريجه في موضعه من السنن برقم (٦٧٨)، إن شاء الله تعالى.
١٠ - عن أبي هريرة:
يرويه شعبة، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وشريك بن عبد الله:
عن عاصم بن عبيد الله [منكر الحديث. التهذيب (٢/ ٢٥٤)، الميزان (٢/ ٣٥٣)]، قال: سمعت عبيدًا مولى أبي رهم [لم يسمه ابن عيينة، وقال شريك: عبيد بن أبي عبيد مولى أبي رهم] يحدث: أن أبا هريرة رأى امرأة في طريق من طرق المدينة، فسطع منها ريحُ الطِّيب، فقال لها أبو هريرة: المسجد تريدين؟ قالت: نعم، قال: أوَلَه تطيَّبتِ؟ قالت: نعم، قال: فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من امرأة تطيبت للمسجد فيقبل الله عزَّ وجلَّ لها صلاة حتى تغتسل منه كاغتسالها من الجنابة"، فارجعى، قال: فرأيتها مولية.
وفي لفظ: عن أبي هريرة، قال: لَقِيَتْهُ امرأةٌ: وجد منها ريحَ الطِّيب يَنْفَحُ، ولذيلها إِعصَارٌ، فقال: يا أمة الجبار جئتِ من المسجد؟ قالت: نعم، قال: ولهَ تطيَّبتِ؟ قالت: نعم، قال: إني سمعت حِبِّي أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا تقبل صلاةٌ لامرأة تطيَّبت لهذا المسجد حتى ترجع فتغتسل غسلها من الجنابة". قال أبو داود: "الإعصار غبار".
أخرجه أبو داود (٤١٧٤)، وابن ماجه (٤٠٠٢)، وأحمد (٢/ ٢٤٦ و ٢٩٧ و ٤٤٤ و ٤٦١)، والشافعي في السنن (١٨٩)، والطيالسي (٤/ ٢٨٦/ ٢٦٨٠)، وعبد الرزاق (٤/ ٣٧١/ ٨١٠٩)، والحميدي (٩٧١)، وابن أبي شيبة في المصنف (٢٦٨٦٤ - طبعة عوامة)، وفي الأدب (١٠٢)، وعبد بن حميد (١٤٦١)، وابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير