أشياخ كوثى مولى أبي رهم الغفاري [مديني، لا بأس به. التاريخ الكبير (٥/ ٢٧٢)، الجرح والتعديل (٥/ ٢٢٤)، الثقات (٧/ ٧٣)، تاريخ الإسلام (١٠/ ٣١٧)]، عن جده [عبيد بن أبي عبيد]، قال: خرجت مع أبي هريرة من المسجد ضحى، فلقيتنا امرأة بها من العطر شيء لم أجد بأنفي مثله قط، فقال لها أبو هريرة: عليك السلام، فقالت: وعليك، قال: فأين تريدين؟ قالت: المسجد، قال: ولأي شيء تطيبت بهذا الطيب؟ قالت: للمسجد، قال: الله! قالت: الله! قال: الله! قالت: الله! قال: فإن حبي أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - أخبرني:"أنه لا تقبل لامرأة صلاة تطيبت بطيب لغير زوجها حتى تغتسل منه غسلها من الجنابة". فاذهبي فاغتسلي منه، ثم ارجعي فصلي.
أخرجه البيهقي (٣/ ١٣٣).
وقال:"جده: أبو الحارث عبيد بن أبي عبيد، وهو عبد الرحمن بن الحارث بن أبي الحارث بن أبي عبيد". وانظر: التاريخ الكبير (٥/ ٢٧٢).
قلت: مدار الحديث على عبيد بن أبي عبيد مولى أبي رهم: قال البخاري في التاريخ الكبير (٥/ ٤٥٣): "عبيد بن أبي عبيد مولى أبي رهم سمع أبا هريرة - رضي الله عنه -"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال العجلي:"تابعي، ثقة"، لكن قال العقيلي في ترجمة عيسى بن شعيب:"وعبيد بن أبي عبيد: مجهول"، وتقدم قول ابن القطان فيه:"لا تُعرف له حال، ولا يُعرف له كبير شيء من الحديث" [وانظر: تاريخ ابن معين للدوري (٣/ ٢٠٩/ ٩٦٨)، الجرح والتعديل (٥/ ٤١١)، الثقات (٥/ ١٣٥)، معرفة الثقات (١١٨٣)، ضعفاء العقيلي (٣/ ٣٨٠)، تلخيص المتشابه في الرسم (٢/ ٨١٨)، بيان الوهم (٣/ ٢٥٤/ ٩٩٤)، اللسان (٥/ ٣٥٦ و ٣٦٣)].
وعليه: فهذا إسناد ضعيف؛ لأجل جهالة عبيد بن أبي عبيد مولى أبي رهم، لا سيما وقد اشتمل حديثه على حكم فقهي، وهي أن المرأة إذا خرجت من بيتها متطيبة: فإن الله لا يقبل لها صلاة حتى ترجع فتغتسل غسلها من الجنابة، ولا يحتمل هذا من مثله.
• وله طريقان آخران:
• الأول: يرويه الأوزاعي: حدثني موسى بن يسار، عن أبي هريرة، قال: مرت بأبي هريرة امرأة وريحها تعصف، فقال لها: إلى أين تريدين يا أمة الجبار؟ قالت: إلى المسجد، قال: تطيبت، قالت: نعم، قال: فارجعي فاغتسلي؛ فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"لا يقبل الله من امرأة صلاة خرجت إلى المسجد وريحها تعصف؛ حتى ترجع فتغتسل".
أخرجه ابن خزيمة (٣/ ٩٢/ ١٦٨٢)، وأبو يعلى (١١/ ٢٧١/ ٦٣٨٥)، وأبو العباس السراج في مسنده (٨١٧)، والبيهقي في السنن (٣/ ١٣٣ و ٢٤٥)، وفي الآداب (٨٩٨)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (١٣/ ١٤٩) و (٦١/ ٢٤٠ و ٢٤١) و (٦٢/ ٤٠).
قال المفضل الغلابي: "قلت ليحيى بن معين: إن الأوزاعي حدث عن موسى بن