للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: هذا إسناد واهٍ جدًّا، قال ابن حبان: "إذا اجتمع في إسناد خبر: عبيد الله بن زحر، وعلي بن يزيد، والقاسم أبو عبد الرحمن، لم يكن متن ذلك الخبر إلا مما عملته أيديهم"، وقد ضعف هذه السلسلة جماعة من الأئمة منهم: ابن معين، وأبو حاتم، والجوزجاني [التهذيب (٣/ ١٠)، المجروحين (٢/ ٦٣)].

قال ابن الملقن في البدر المنير (٧/ ٢٠٦): "وهذا سند واهٍ جدًّا".

وقال ابن رجب في الفتح (٤/ ٥٢) عن حديث أبي أمامة: "في إسناده ضعف، والمرسل أشبه"، وضعفه ابن حجر في التلخيص (٣/ ١٣٤٨/٨٢).

• وله طريق أخرى يرويها:

الحسن بن دينار، عن جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة، قال: جاء رجل ولم يدرك الصلاة ... فذكره بنحوه.

أخرجه الطبراني في الكبير (٨/ ٢٤٨/ ٧٩٧٤).

وهذا باطل من حديث أبي أمامة، فإن جعفر بن الزبير الباهلي الدمشقي: متروك، ذاهب الحديث، قال ابن حبان: "يروي عن القاسم وغيره أشياء كأنها موضوعة، ... ، وروى جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة: نسخة موضوعة" [التهذيب (١/ ٣٠٤)، المجروحين (١/ ٢١٢) والحسن بن دينار: متروك، كذبه غير واحد [اللسان (٣/ ٤٠) وشيخ الطبراني: يجهل.

والصواب: مرسل، وهو ما رواه:

الهيثم بن حميد، عن العلاء بن الحارث، وزيد بن واقد، عن مكحول.

ويحيى بن الحارث، عن القاسم أبي عبد الرحمن.

قالا: دخل رجل المسجد ولم يدرك الصلاة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا رجل يتصدق على هذا، فيتم له صلاته" فقام رجل فصلى معه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "وهذه من صلاة الجماعة". هكذا مرسل.

أخرجه أبو داود في المراسيل (٢٦).

وهذا مرسل بإسناد شامي صحيح إلى مكحول والقاسم.

• وروي من وجه آخر، مرسلًا أيضًا:

يرويه هشام بن سعيد: ثنا ابن المبارك، عن ثور بن يزيد، عن الوليد بن أبي مالك، قال: دخل رجل المسجد فصلى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا رجل يتصدق على هذا، فيصلي معه" قال: فقام رجل فصلى معه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هذان جماعة".

أخرجه أحمد (٥/ ٢٦٩).

وهذا إسناد صحيح إلى الوليد بن أبي مالك، وهو الوليد بن عبد الرحمن بن هانئ، وهو شامي ثقة، يروي عن التابعين، مثل: القاسم بن عبد الرحمن، وأبي إدريس الخولاني، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وقال: "يروي عن جماعة من الصحابة"،

<<  <  ج: ص:  >  >>