وقال العباس الدوري في تاريخ ابن معين (٣/ ٢٠٦/ ٩٥٩): "قلت ليحيى: ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه؟ قال: لا بأس أن يفعل".
وقال ابن رجب في الفتح (٤/ ٢٦): "وقد قواه الإمام أحمد، وأخذ به".
وقال ابن المنذر (٤/ ٢١٨): "وحديث أبي سعيد: ثابت".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، سليمان الأسود هذا هو: سليمان بن سحيم، قد احتج مسلم به وبأبي المتوكل، وهذا الحديث أصل في إقامة الجماعة في المساجد مرتين".
فتعقبه ابن حجر في الإتحاف (٥/ ٣٦١/ ٥٥٨٤) بقوله: "نعم احتج مسلم بسليمان بن سحيم، وليس هو راوي هذا الحديث، قد فرق بينهما البخاري، وغير واحد، لكنهما جميعًا ثقتان".
وقال النووي في المجموع (٤/ ١٩٥ و ٢٠٢): "حديث صحيح".
وصححه ابن حجر في الفتح (٢/ ١٤٢).
لكن قال الطحاوي في اختلاف العلماء (١/ ٢٥٢ - مختصره): "وهذا لا حجة فيه؛ لأنه لم يذكر أنه كان في مسجد قد صلى فيه أهله، وفي إسناده: سليمان الناجي، وهو غير معروف".
قلت: وقع في رواية وهيب بن خالد، وعلي بن عاصم، وسعيد بن أبي عروية: أن الرجل دخل مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعد أن صلى فيه بأصحابه، فلما رآه النبي - صلى الله عليه وسلم - حث رجلًا من أصحابه ممن صلى معه أن يقوم فيتصدق عليه فيصلي معه.
وسليمان الأسود الناجي هذا: رجل معروف، روى عنه جماعة من الثقات المشاهير، وسمع من ابن سيرين، وأبي المتوكل الناجي، قال ابن سعد: "كان نازلًا في بني ناجية، وكانت عنده أحاديث"، وقال ابن معين: "ثقة"، وذكره ابن حبان في الثقات، ونقل ابن خلفون توثيقه عن ابن المديني، وأحمد بن صالح، وغيرهما [التاريخ الكبير (٤/ ٣)، علل الترمذي الكبير (٩٣)، الجرح والتعديل (٤/ ١٥٣)، الثقات (٦/ ٣٨٢ - ٣٨٣)، طبقات ابن سعد (٧/ ٢٨٣)، سؤالات الآجري (٣٩٤)، إكمال ابن ماكولا (١/ ٤٧٠)، التهذيب (٢/ ١١٣)، إكمال مغلطاي (٦/ ١٠٦)].
وعليه: فهو حديث صحيح، والله أعلم.
• ومن شواهده:
١ - عن أبي أمامة:
يرويه عبد الله بن المبارك، عن يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة: أن رجلًا أخذ يصلي وحده، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا رجل يتصدق على هذا"، فقام رجل فصلى معه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هذان جماعة".
أخرجه أحمد (٥/ ٢٥٤ و ٢٦٩)، وأبو يعلى (٣/ ٦٩٧/ ٤٠٨ - مطالب)، والطبراني في الكبير (٨/ ٢١٢/ ٧٨٥٧).