وقد روى بعض الضعفاء هذه القصة عن أنس وزاد فيها قصة حديث أبي سعيد وزاد فيه أيضًا زيادة منكرة، وتقدم.
٢ - عن ابن مسعود:
رواه إسحاق الأزرق، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن سلمة بن كهيل: أن ابن مسعود دخل المسجد وقد صلوا، فجمع بعلقمة ومسروق والأسود.
أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ٧١٠٧/١١٢)، ومن طريقه: ابن المنذر (٤/ ٢٠٥٨/٢١٦).
وهذا إسناد كوفي صحيح؛ لولا أن سلمة بن كهيل لم يسنده، ولم يروه رواية عن أحد هؤلاء الثلاثة المذكورين، وهو معروف بالرواية عن علقمة، وهو هنا يروي قصة لم يدركها، فالظاهر إرساله، والله أعلم.
• وقد روي عن ابن مسعود من وجه آخر:
فقد روى عبد الرزاق، عن معمر، عن حماد، عن إبراهيم: أن علقمة والأسود أقبلا مع ابن مسعود إلى مسجد، فاستقبلهم الناس قد صلوا، فرجع بهما إلى البيت، فجعل أحدهما عن يمينه، والآخر عن شماله، ثم صلى بهما.
أخرجه عبد الرزاق (٢/ ٤٠٩/ ٣٨٨٣)، ومن طريقه: الطبراني في الكبير (٩/ ٢٧٦/ ٩٣٨٠).
وقد خولف فيه معمر:
فقد رواه حجاج بن المنهال: ثنا حماد، عن داود، عن الشعبي، عن علقمة: أن ابن مسعود صلى به وبالأسود فقام بينهما. هكذا بدون ذكر قصة المسجد.
أخرجه ابن المنذر (٤/ ٢١٦/ ٢٠٥٩)، والطبراني في الكبير (٩/ ٢٧٦/ ٩٣٨٢).
ثم رواه حجاج مرة أخرى: ثنا حماد، عن إبراهيم، عن ابن مسعود مثل ذلك.
أخرجه الطبراني في الكبير (٩/ ٩٣٨٣/٢٧٦).
قلت: ورواية حجاج بن المنهال الأنماطي [وهو: بصري، ثقة] أولى من رواية معمر بن راشد، فإن معمرًا كان يُضعَّف حديثه عن أهل العراق خاصة [انظر: شرح العلل (٢/ ٧٧٤)]، ولم يذكر حجاج في روايته قصة المسجد، وأن الجماعة قد فاتتهم فيه، ومما يؤيد ذلك: أن الأعمش -وهو من أثبت الناس في إبراهيم النخعي- رواه عن إبراهيم بدون هذه الزيادة موضع الشاهد:
فقد رواه عبد الرزاق، عن الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة: أن عبد الله صلى بعلقمة والأسود، فقام هذا عن يمينه، وهذا عن شماله، ثم قام بينهما.
أخرجه عبد الرزاق (٢/ ٤٠٩/ ٣٨٨٤)، ومن طريقه: الطبراني في الكبير (٩/ ٢٧٦/ ٩٣٨١).
وهذا إسناد صحيح إلى علقمة، وعلى هذا تبقى رواية سلمة بن كهيل -على ما فيها من إرسال- سالمة من المعارضة، والله أعلم.