وسكت عليه عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الوسطى (١/ ٣٣١)، مصححًا له، وتعقبه ابن القطان في بيان الوهم [تقدم]، وقال بأنه لا يصح، وأعله بالانقطاع الذي ادعاه الطحاوي، وبسوء حفظ يحيى بن أيوب، والاختلاف عليه فيه، وقد بينا الصواب في ذلك، والله أعلم.
وقال النووي في الخلاصة (٢٥٣٤): "رواه أبو داود وابن ماجه والبيهقي بأسانيد حسنة أو صحيحة، وليس في رواية أبي داود: "وأتم الصلاة""، قلت: هو حديث حسن، صحيح بشواهده، والزيادة ثابتة من نفس الوجه الذي أخرجه أبو داود.
وقال ابن رجب في الفتح (٤/ ١٧٩): "وفي إسناده اختلاف، وقد روي مرسلًا"، قلت: ليس كل اختلاف يقدح في الحديث، وإرساله مرجوح برواية من وصله فأصاب.
• وللحديث شواهد، منها:
١ - حديث أبي هريرة:
يرويه عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"يصلون لكم [وفي رواية: يصلون بكم]، فإن أصابوا فلكم [ولهم]، وإن أخطؤوا فلكم وعليهم".
أخرجه البخاري (٦٩٤)، وأحمد (٢/ ٣٥٥ و ٥٣٦ - ٥٣٧)، والبزار (١٥/ ٢٥٢/ ٨٧١٤)، وأوله:"يكون عليكم أمراء يصلون لكم". وأبو نعيم في أخبار أصبهان (٢/ ١٤)، وابن حزم في المحلى (٤/ ٢١٥)، والبيهقي في السنن (٢/ ٣٩٦) و (٣/ ١٢٦)، وفي المعرفة (٢/ ٤٠٥/ ١٥٥٤)، والبغوي في شرح السنة (٣/ ٤٠٥/ ٨٣٩).
قال البزار:"وهذا الحديث لا نعلم رواه عن زيد عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة إلا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، ورواه عن عبد الرحمن غير الحسن بن موسى".
وقال ابن رجب في الفتح (٤/ ١٧٨): "تفرد البخاري بتخريج هذا الحديث عن مسلم، وبتخريج حديث عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، مع أنه قد ضعفه ابن معين وغيره، وقال علي بن المديني:[صدوق، وقال ابن عدي:] في بعض ما يرويه منكرات لا يتابع عليها، ويكتب حديثه في جملة الضعفاء"، ثم ذكر ما جاء في الباب.
وقال ابن حجر في الفتح (٢/ ١٨٨): "حديث الباب من رواية عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، وفيه مقال، وقد ذكرنا له شاهدًا عند ابن حبان، ... ".
قلت: نعم، الأكثر على تضعيف عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، لكن قال ابن خلفون: سئل عنه علي بن المديني؟ فقال:"صدوق"، وقال أحمد:"لا بأس به، مقارب الحديث"، وقال أبو القاسم البغوي:"هو صالح الحديث"، وقد حدث عنه يحيى القطان، وحسبه أن يحدث عنه يحيى، واحتج به البخاري، وأبو داود، والنسائي، والترمذي [التهذيب (٢/ ٥٢١)، سؤالات أبي داود (١٨٥)، سؤالات البرقاني (٢٧٥)، المجروحين (٢/ ٥١)، التعديل والتجريح (٢/ ٨٧٠)، هدي الساري (٢/ ٩٥٨ و ١١١٠)].