فإن كانوا في السُّنة سواء فأقدمهم هجرةً، فإن كانوا في الهجرة سواءً فأقدمهم سِلْمًا، ولا يَؤُمَّنَّ الرجلُ الرجلَ في سلطانه، ولا يقعدْ في بيته على تكرمته: إلا بإذنه".
أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٣٠١/ ٣٤٥١)، وعنه: مسلم (٦٧٣/ ٢٩٠)، وأبو نعيم في المستخرخ (٢/ ٢٦٦/ ١٥٠٤).
هكذا رواه ابن أبي شيبة عن أبي خالد به، فقال: "سِلْمًا" بدل: "سنًّا".
واختلفت الرواية فيه عن ابن أبي شيبة:
فهكذا رواه في المصنف، وعنه مسلم في صحيحه، وعبيد بن غنام كما في المستخرج.
ورواه عنه: عبيد بن غنام أيضًا، والحسن بن سفيان، كلاهما عنه به، فقالا: "سنًّا" [والكل ثقات].
أخرجه ابن حبان (٥/ ٥٠٥/ ٢١٣٣)، والطبراني في الكبير (١٧/ ٢٢٢/ ٦١١)، والبيهقي في السنن (٣/ ١٢٥).
ورواه أبو سعيد الأشج عن أبي خالد به، فقال: "سنًّا"، كالجماعة، وهو الصواب.
أخرجه مسلم (٦٧٣/ ٢٩٠).
• وأما حديث حجاج بن أرطأة:
فأخرجه الطبراني في الكبير (١٧/ ٢٢٤/ ٦١٧)، والدارقطني (١/ ٢٨٠)، والحاكم (١/ ٢٤٣).
من طريق: المنذر بن الوليد الجارودي: ثنا يحيى بن زكريا بن دينار الأنصاري: ثنا حجاج بن أرطأة، عن إسماعيل بن رجاء، عن أوس بن ضمعج، عن عقبة بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَؤُمُّ القوم أقدمهم هجرةً، فإن كانوا في الهجرة سواءً فأفقههم في الدين، فإن كانوا في الفقه سواء فأقرؤهم للقرآن، ولا يَؤُمُّ الرجلَ في سلطانه، ولا يقعد على تكرمته إلا بإذنه".
زاد عند الدارقطني: وكان يسوي مناكبنا في الصلاة، ويقول: "لا تختلفوا فتختلف قلوبكم، وليلني منكم أولو الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم".
هكذا رواه حجاج فوهم في متنه، ولم يضبطه، وأتى فيه بزيادة ليست من حديث إسماعيل بن رجاء، فلعله دخل له حديث في حديث، كما أنه قد عنعنه ولم يصرح فيه بسماع، فلعله دلسه عن مجروح، أو مجهول، وحجاج: ليس بالقوي، يدلس عن الضعفاء والمتروكين [انظر: الحديث رقم (٥٢٠)، الشاهد رقم (٧)]، والذي يظهر لي -والله أعلم- أنه ليس محفوظًا من حديث حجاج، فإنه لم يروه عنه سوى يحيى بن زكريا بن دينار الأنصاري الكوفي، وهو في عداد المجهولين، لم يترجم له البخاري، ولا ابن أبي حاتم، ولا ابن حبان، ولم أقف فيمن روى عنه سوى المنذر بن الوليد الجارودي وإسحاق بن إبراهيم الصواف ومحمد بن يحيى الصولي، والله أعلم.