وخالفهم حجاج بن محمد المصيصي [ثقة ثبت]، فرواه عنه كالجماعة إلا أنه عيَّن زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - وسماها ميمونة.
أخرجه أحمد (١/ ٣٣٧).
ورواية الجماعة أولى بالصواب من رواية الواحد؛ إلا أن يكون شريكًا رواه مرة هكذا ومرة هكذا، ولا يبعد ذلك عليه فإنه كان سيئ الحفظ.
وهذا وهم ظاهر من شريك في الإسناد بزيادة ميمونة فيه.
وأما سفيان الثوري:
فرواه أبو عامر العقدي، قال: حدثنا سفيان، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -.
أخرجه ابن جرير الطبري في مسند ابن عباس من تهذيب الآثار (٢/ ٦٩٦ - ٦٩٧/ ١٠٣٦).
وخالفه: عبد الله بن المبارك، ووكيع بن الجراح، وعبيد الله بن موسى العبسي، وعبد الرزاق بن همام الصنعاني، وقبيصة بن عقبة، والقاسم بن يزيد الجرمي، وأبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي، وأبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري، وعبد الله بن الوليد بن ميمون العدني:
رووه عن سفيان، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - اغتسلت من الجنابة، فتوضأ النبي - صلى الله عليه وسلم - بفضلها، ... الحديث.
وهذا هو المحفوظ عن الثوري.
فإن قيل: قال أحمد وإسحاق بأن وكيعًا حدَّث به أولًا عن سفيان عن سماك عن عكرمة، ثم زاد فيه بعدُ: عن ابن عباس.
فيقال: قصَّر فيه وكيع، فلما رأى أصحاب سفيان يروونه عن ابن عباس، رجع إلى قولهم، والله أعلم.
ولعله لهذا المعنى نقل ابن رجب عن الإمام أحمد إعلاله بالإرسال، فقال في الفتح (١/ ٢٨٤): "وأعله الإمام أحمد، بأنه روي عن عكرمة: مرسلًا"، والله أعلم [وانظر أيضًا: الإمام لابن دقيق العيد (١/ ١٤٦)].
وانظر في الأوهام: الأسماء المبهمة (٢٩٩).
• وأما شعبة:
فوصله عنه: محمد بن بكر البرساني [ثقة].
وخالفه: محمد بن جعفر، غندر [ثقة من أصحاب شعبة، لازمه عشرين سنة]، قال: حدثنا شعبة، عن سماك، عن عكرمة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه أراد أن يتوضأ، فقالت امرأة من نسائه: إني توضأتُ منه، فتوضأ منه، وقال: "إن الماء لا ينجسه شيء".