وقال ابن جرير الطبري: "وهذا خبر عندنا صحيح سنده"، وقال في حديث ابن عمر في القلتين وحديث ابن عباس هذا: "كلا الخبرين عندنا صحيح" [التهذيب (٢/ ٦٩٣ و ٧٣٦)].
وقال الحاكم: "قد احتج البخاري بأحاديث عكرمة، واحتج مسلم بأحاديث سماك بن حرب، وهذا حديث صحيح في الطهارة، ولم يخرجاه، ولا يحفظ له علة".
وقال البيهقي في الخلافيات بعد أن نقل كلام الحاكم على رواية شعبة الموصولة: "وهكذا رواه سفيان الثوري عن سماك، ورُوي مرسلًا، ومن أسنده أحفظ".
وقد احتج به النسائي، وسكت عليه أبو داود، وصححه ابن خزيمة وابن حبان وابن الجارود.
وقال ابن حجر في الفتح (١/ ٣٤٢): "وهو حديث صحيح".
وصححه النووي في شرح أبي داود [الفيض (٢/ ٣٨٤)].
وانظر: علل الدارقطني (١٥/ ٢٦١/ ٤٠١٠).
• تنبيه:
لا يُعل حديث سماك هذا بما رواه: حُصَيْن عن عكرمة، قال: قلت له: الحمام يدخله المجوس والجنب؟ فقال: الماء طهور لا ينجسه شيء.
وفي رواية: عن حصين، قال: سألت عكرمة عن الحمام يدخله الجنب واليهودي والنصراني والمجوسي ونحو ذلك؟ فقال: إن الماء لا ينجسه شيء.
أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ١١٤٣/١٠٢) عن هشيم عن حصين به. وأبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (٢٩٩٨) من طريق أبي جعفر الرازي عن حصين به.
فإن رواية حصين هذه وقعت جوابًا عن سؤال، وفتوى لمستفتٍ، فلا حرج حينئذ على المفتي أن يذكر الحكم مباشرة دون دليله، وأما رواية سماك فقد وقعت رواية لحديث ابن عباس: أن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - اغتسلت من الجنابة، فتوضأ النبي - صلى الله عليه وسلم - بفضلها، فهو رواية وليس فتوى، فضلًا عن كون سماك قد حكى فيه قصة مما يدل على حفظه للحديث وضبطه له، والله أعلم.
• وفي الباب، مما لا يصح، فنذكره إجمالًا على سبيل الاختصار:
١ - عن عائشة: [مسند البزار (١/ ١٣٢ - كشف)، مسند أبي يعلى (٨/ ٢٠٣/ ٤٧٦٥)، تهذيب الآثار للطبري (٢/ ٧٠٩/ ١٠٦٠ - مسند ابن عباس)، المعجم الأوسط للطبراني (٢/ ٣١٨/ ٢٠٩٣)، الكامل (٦/ ٤٣٩)، التمهيد (١/ ٣٣٣)].
والمحفوظ: موقوف، قال ابن رجب في الفتح (١/ ٢٨٥): "والصحيح: أنه موقوف على عائشة".
٢ - سلمة بن المحبق: [تاريخ أصبهان (٢/ ٣٤٤)] وفي إسناده جون بن قتادة: وهو مجهول، وقد سمع منه الحسن البصري [التهذيب (١/ ٣٢٠)]. وتفرد به بكر بن بكار القيسي عن شعبة، وبكر هذا: ضعيف [التهذيب (١/ ٢٤١)] اللسان (٢/ ٣٩)].