وجاريتها فقتلاها، وإنهما هربا، فأتي بهما، فصلبهما، فكانا أول مصلوبين بالمدينة، وقال عمر: صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: "انطلقوا بنا نزور الشهيدة".
وفي رواية: فقام عمر في الناس، فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يزور أم ورقة، يقول: "انطلقوا نزور الشهيدة"، وإن فلانة جاريتها وفلانًا غلامها غمَّاها، ثم هربا، فلا يُؤويهما أحدٌ، ومن وجدهما فليأتِ بهما، فأُتي بهما، فصُلبا، فكانا أولَ مصلوبين.
أخرجه أبو نعيم في كتاب الصلاة (٣٠٤)، مختصرًا. وعنه: البخاري في التاريخ الأوسط (١/ ٤٥/ ١٥٩)، وأحمد (٦/ ٤٠٥)، وإسحاق بن راهويه (٥/ ٢٣٥/ ٢٣٨١)، وابن سعد في الطبقات (٨/ ٤٥٧)، وابن أبي شيبة (٧/ ٢٥٧/ ٣٥٨٥٠)، وابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (٢/ ٨٠٠/ ٣٤٦٢ - السفر الثاني).
ومن طريق أبي نعيم أخرجه أيضًا: ابن نصر في قيام رمضان (٢٧)، وابن المنذر في الأوسط (٣/ ٥٥/ ١٢٢٤) و (٤/ ٢٢٦/ ٢٠٧٤)، وأبو بكر النيسابوري في الزيادات على المزني (٧٠)، والطبراني في الكبير (٢٥/ ١٣٤/ ٣٢٦)، وأبو نعيم الأصبهاني في الحلية (٢/ ٦٣)، وفي معرفة الصحابة (٦/ ٣٥٧٢/ ٨٠٦٢)، والبيهقي في السنن (٣/ ١٣٠)، وفي الدلائل (٦/ ٣٨١)، وابن الجوزي في المنتظم (٤/ ٣٠٥).
• تنبيه: وقع في الحلية لأبي نعيم، وكذا في المعرفة له، ومن طريقه ابن الجوزي في المنتظم: في هذا الحديث من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين: "حدثتني جدتي عن أمها أم ورقة"، وزيادة: "أمها" هنا شاذة، فقد روى الحديث جمع من كبار الثقات الحفاظ عن أبي نعيم بدون هذه الزيادة [كما يظهر من مصادر التخريج فيمن رواه عن أبي نعيم].
ومن الأوهام كذلك في إسناد هذا الحديث: من قال فيه: "حدثني جدي"، وهو تصحيف ظاهر، صوابه: "حدثتني جدتي"، كما قال ابن حجر في التهذيب (١/ ٣١٥).
٢ - أبو أحمد الزبيري محمد بن عبد الله بن الزبير [ثقة ثبت]: نا الوليد بن جميع، عن أمه [وفي رواية أصح: حدثتني جدتي]، عن أم ورقة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أذِن لها أن يؤذن لها ويقام، وتؤم نساءها.
وفي الرواية المحفوظة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أذِن لها أن تؤم أهل دارها.
أخرجه أبو بكر النيسابوري في الزيادات على المزني (٧١)، والدارقطني (١/ ٢٧٩ و ٤٠٣)، ومن طريقه: ابن الجوزي في التحقيق (٣٨٧).
قال ابن الجوزي: "الوليد بن جميع: ضعيف، وأمه: مجهولة، قال ابن حبان: لا يحتج بالوليد بن جميع" [وانظر: المغني (١/ ٢٥٣)].
قلت: الوليد بن عبد الله بن جميع: قال ابن معين، والعجلي، وابن سعد: "ثقة"، وقال أبو زرعة: "لا بأس به"، وقال أحمد، وأبو داود: "ليس به بأس"، وقال أبو حاتم: "صالح الحديث"، وروى عنه يحيى القطان في آخر عمره، وذكره ابن حبان في الثقات، ثم أعاد ذكره في المجروحين، وقال: "كان ممن ينفرد عن الأثبات بما لا يشبه حديث