وانظر أيضًا: صحيح البخاري (١٦٦٠ و ١٦٦٢ و ١٦٦٣)، سنن النسائي (٥/ ٢٥٢/ ٣٠٠٥).
وقال سفيان الثوري لشعيب بن حرب:"يا شعيب! لا ينفعك ما كتبت حتى ترى الصلاة خلف كل بر وفاجر، والجهاد ماض إلى يوم القيامة، والصبر تحت لواء السلطان؛ جار أم عدل. قال شعيب: فقلت لسفيان: يا أبا عبد الله الصلاة كلها؟ قال: لا، ولكن صلاة الجمعة والعيدين، صل خلف من أدركت، وأما سائر ذلك فأنت مخير، لا تصل إلا خلف من تثق به، وتعلم أنه من أهل السنة والجماعة" [شرح أصول الاعتقاد (١/ ١٥٤/ ٣١٤)، الطيوريات (٤٦٣)].
وقال عبد الله بن المبارك:"ومن قال: الصلاة خلف كل بر وفاجر، والجهاد مع كل خليفة، ولم ير الخروج على السلطان بالسيف، ودعا لهم بالصلاح، فقد خرج من قول الخوارج أوله وآخره" [شرح السنة للإمام البربهاري (٥٧)، طبقات الحنابلة (٢/ ٤٠)].
وقال الشافعي:"من صلى صلاة من بالغ مسلم يقيم الصلاة أجزأته ومن خلفه صلاتهم، وإن كان غيرَ محمود الحال في دينه، أيَّ غايةٍ بلغ يخالف الحمد في الدين، وقد صلى أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلف من لا يحمدون فعاله من السلطان وغيره" [الأم (١/ ١٥٨)، المعرفة للبيهقي (٢/ ٣٩٩)].
وقال قتيبة بن سعيد:"والجماعة مع كل بر وفاجر -يعني: الجمعة والعيدين-، والصلاة على من مات من أهل القبلة سنة" أشعار أصحاب الحديث (١٧)].
وقال إسحاق بن منصور الكوسج في مسائله (٤٩٩): "قلت لإسحاق: قوله: "الصلاة خلف كل بر وفاجر" ما يعني به؟ قال: معناه: إن ملك الناسَ بخلافةٍ عليهم أو ولاية، فلا يتخلفنَّ عن الجماعة أحدٌ بحال جورٍ، ما [لم] يبلغ ذلك كفرًا عيانًا، أو يؤخر الصلاة عن الوقت، ... ".
وقال ابن المنذر في ذى وجوب حضور الجمعة مع الأئمة الجورة والصلاة خلفهم:"والأخبار عن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعن التابعين في هذا الباب تكثر، غير أنها لا تختلف أن تصلي مع كل إمام في كل وقت، برًّا كان أو فاجرًا، ما داموا يصلونها لوقتها، فإن أخروها عن وقتها صليت لوقتها، وكانت الصلاة معهم تطوعًا" [الأوسط (٤/ ١١٤)].
وقال الطحاوي في عقيدته (٦٩): "ونرى الصلاة خلف كل بر وفاجر من أهل القبلة، وعلى من مات منهم".
وقال أبو الحسن الأشعري في الإبانة (٥٤): "ومن ديننا أن نصلي الجمعة والأعياد وسائر الصلوات والجماعات خلف كل بر وفاجر؛ كما روي أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان يصلي خلف الحجاج".
وقال في مقالات الإسلاميين (٢٩٥) في حكاية جملة قول أصحاب الحديث وأهل السنة: "ويرون العيد والجمعة والجماعة خلف كل إمام بر وفاجر".