للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

استخلف ابن أم مكتوم على المدينة مرتين، وكان أعمى يصلي بالناس.

أخرجه البزار (١/ ٢٣١/ ٤٦٩ - كشف) (٣٢٥ - مختصر الزوائد)، والطبراني في الأوسط (١/ ٦/ ٥)، وابن عدي في الكامل (٥/ ٣٨١).

قال البزار: "لا نعلم رواه بهذا الإسناد إلا عفير بن معدان، وهو شامي مشهور".

وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا عفير تفرد به أبو المغيرة".

وقال ابن عدي: "ولعفير بن معدان غير ما ذكرت من الحديث، وعامة رواياته غير محفوظة".

قلت: رواية عفير هذه منكرة، فإنهم قد ضعفوه، وهو منكر الحديث [التهذيب (٣/ ١١٩)، الميزان (٣/ ٨٣)].

وأما عمران بن داور العمي، أبو العوام القطان البصري، فإنه: صدوق يهم، كثير الرواية عن قتادة، إلا أنه كثير المخالفة والوهم [التهذيب (٣/ ٣١٨)، الميزان (٣/ ٢٣٦) وهذا الحديث مما وهم فيه على قتادة: فقد خالف فيه أحد أصحاب قتادة الثقات، وهو همام بن يحيى العوذي، من طبقة الشيوخ من أصحاب قتادة، وهو أثبت فيه من عمران القطان، والله أعلم.

وعليه: فالصواب في هذا الحديث أنه من مرسل قتادة.

• وله شواهد من حديث:

١ - عائشة:

يرويه أمية بن بسطام: قال: ثنا يزيد بن زريع: حدثنا حبيب المعلم، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استخلف ابن أم مكتوم على المدينة يصلي بالناس.

أخرجه ابن حبان (٥/ ٥٠٦ و ٥٠٧/ ٢١٣٤ و ٢١٣٥)، أبو يعلى (٧/ ٤٤٥٦/٤٣٤)، وابن المنذر في الأوسط (٤/ ١٥٤/ ١٩٤٣)، والطبراني في الأوسط (٣/ ١٣٧/ ٢٧٢٣)، وابن عدي في الكامل (٢/ ٤١٠)، والبيهقي في المعرفة (٢/ ٣٧١/ ١٤٨٦).

قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن هشام إلا حبيب، تفرد به: يزيد".

وقال ابن عدي: "وهذا لا أعلمه يرويه عن حبيب المعلم غير يزيد بن زريع، ولحبيب أحاديث صالحة، وأرجو أنه مستقيم في رواياته".

وعلى هذا فإن ابن عدي لم ينكر هذا الحديث على حبيب المعلم، وصححه ابن حبان، وحبيب: بصري صدوق، لم يلينه سوى النسائي، إذ قال فيه: "ليس بالقوي"، واتفق الأئمة على توثيقه؛ فقد وثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة، وقال أحمد: "ما أصح حديثه"، وقال ابن عدي: "ولحبيب أحاديث صالحة، وأرجو أنه مستقيم في رواياته"، وقال الفلاس: "كان يحيى لا يحدث عنه، وكان عبد الرحمن يحدث عنه"، فمثله يقال فيه: ثقة ربما وهم، وأقل أحواله أن يقال: صدوق [انظر: التهذيب (١/ ٣٥٥)، الميزان (١/ ٤٥٦)،

<<  <  ج: ص:  >  >>