الكامل (٢/ ٤١٠)، العلل ومعرفة الرجال (٢/ ٢٩٨/ ٢٣٢٣)، الجرح والتعديل (٣/ ١٠١)، من تكلم فيه وهو موثق (٧٧)].
لكن هل يقال بأن حبيبًا وهم في لفظه على هشام، لكون جماعة من أصحاب هشام المدنيين قد رووه بلفظ آخر:
فقد روى محمد بن جعفر بن أبي كثير [مدني، ثقة]، ويحيى بن عبد الله بن سالم [مدني، صدوق]، وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي [مدني، صدوق، وله أوهام]:
عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كان ابن أم مكتوم يؤذن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو أعمى.
أخرجه مسلم (٣٨١)، وقد تقدم عند أبي داود برقم (٥٣٥).
فالذي يظهر لي -والله أعلم- أنه محفوظ، لعدم إنكار ابن عدي له، وتصحيح ابن حبان، واحتجاج ابن المنذر به، ومجيئه من طرق أخرى، واشتهار هذه القصة عند أهل السير.
قال الشافعي: "وسمعت عددًا من أهل العلم يذكرون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يستخلف ابن أم مكتوم وهو أعمى فيصلي بالناس، في عدد غزوات له" [الأم (٢/ ٣٢٣)].
وعليه: فالإسناد حسن غريب، ولا يضره تفرد يزيد بن زريع به، فإنه: ثقة ثبت، والله أعلم.
٢ - ابن عباس:
يرويه عبد الله بن عمر بن أبان: ثنا عبد المجيد، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استخلف ابن أم مكتوم على الصلاة وغيرها من أمر المدينة.
أخرجه الطبراني في الكبير (١١/ ١٨٣/ ١١٤٣٥).
وهذا إسناد حسن غريب، عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد: ثبت في ابن جريج، وعبد الله بن عمر بن محمد بن أبان، لقبه: مشكدانة: صدوق.
٣ - جابر بن عبد الله:
يرويه علي بن مسهر، عن إسماعيل بن مسلم، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: استخلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمرو بن أم مكتوم في بعض مغازيه، يصلي بالناس وهو أعمى.
أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (٤/ ١٩٩٩/ ٥٠١٩)، بإسناد صحيح إلى ابن مسهر.
وهذا إسناد ضعيف، إسماعيل بن مسلم المكي: ضعيف.
وانظر أيضًا: مجمع الزوائد (٢/ ٦٥)، البدر المنير (٤/ ٤٤٩).
• وقد روى جماعة من الضعفاء، وتابعهم من الثقات: يونس بن أبي إسحاق، عن الشعبي، قال: استخلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمرو بن أم مكتوم يؤم الناس، وكان ضرير البصر.
أخرجه عبد الرزاق (٢/ ٣٩٥/ ٣٨٢٨)، وابن سعد في الطبقات (٤/ ٢٠٥ و ٢٠٦ و ٢٠٩)، وابن أبي شيبة (٢/ ٢٧/ ٦٠٥٩ و ٦٠٦٠).