للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القوسين، إنما هي من تصرف المحقق]، والزركشي على مختصر الخرقي (١/ ٢٤٠)، وابن رجب في الفتح (٤/ ١٣٥)، وابن حجر في الفتح (٢/ ١٧٢)، والمناوي في الفيض (٦/ ١٤٢)، وقال في موضع آخر (١/ ٣٦٦): "حسن صحيح"، وعليه: فالأظهر عندي -والله أعلم- أن الترمذي حسنه، ولم يصححه، وهذا أقرب لقواعده، [وانظر: حاشية العلامة أحمد شاكر على جامع الترمذي (٢/ ١٨٧)].

وقد صححه ابن خزيمة، واحتج به أبو داود، والنسائي، وإسحاق بن راهويه.

وقال ابن بطال (٢/ ٣٠٨): "وهذا إسناد ليس بقائم؛ لأن أبا عطية مجهول، يرويه عن مجهول [كذا]، وصلاته عليه السلام في بيت عتبان مخالف له".

وقال الذهبي في تهذيب سنن البيهقي (٢/ ١٠٥٩): "هذا خبر منكر، وأبو عطية: مجهول" [وانظر: الفيض (٦/ ١٤٢)].

قلت: بديل هو: ابن ميسرة العقيلي، وهو: ثقة، وأبان هو: ابن يزيد العطار، وهو: ثقة، وقد تابعه عليه: إبراهيم بن طهمان، وهو: ثقة أيضًا، لكن علة الحديث في أبي عطية مولى بني عقيل، قال أبو حاتم: "لا يُعرف، ولا يسمى"، وقال ابن المديني: "لا يعرفونه"، وقال ابن القطان: "مجهول"، وقال ابن بطال: "مجهول"، وقال الذهبي في الميزان: "لا يُدرى من هو"، وقال في المغني: "لا يعرف، وخبره منكر" [كنى البخاري (٦٠)، الجرح والتعديل (٩/ ٤١٤)، الميزان (٤/ ٥٥٣)، المغني (٢/ ٧٩٨)، التهذيب (٤/ ٥٥٨)].

لكن يقابل هذا تصحيح ابن خزيمة له، واحتجاج أبي داود والنسائي بحديثه، ومثل هذا في الغالب مما يرفع حاله.

هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإن المرفوع منه قد جاء معناه من حديث أبي مسعود البدري دون الإذن:

• ففي حديث أبي مسعود البدري مرفوعًا: "ولا يُؤَمُّ الرجلُ في بيته، ولا في سلطانه، ولا يُجلَسُ على تَكْرِمَتِه: إلا بإذنه" [أخرجه مسلم (٦٧٣/ ٢٩١)، وتقدم في السنن برقم (٥٨٢]، وفيه ما يدل على جواز ذلك إذا أذِن صاحب الحق، وأن الرجلَ في بيته، والأميرَ في سلطانه، والإمامَ الراتب في مسجده، أحقُّ بالإمامة من غيرهم.

قال إسحاق بن منصور الكوسج في مسائله لأحمد وإسحاق (٢٤٤): "قلت: قوله: "ولا يُؤم الرجل في أهله، ولا يجلس على تكرمته إلا بإذنه قال: أرجو أن يكون الاستثناء على كله، وأما التكرمة: فلا بأس إذا أذن له. قال إسحاق: كما قال".

• لكن في حديث عتبان بن مالك: فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكبر، فقمنا فصففنا [خلفه]، فصلى ركعتين، ثم سلم.

وكان هذا في بيت عتبان، ولم يستأذنه النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد كان عتبان هو الذي دعى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ليصلي في بيته، فيتخذه مصلى، قال عتبان: وودِدت يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنك تأتيني

<<  <  ج: ص:  >  >>