للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَتُصَلِّيَ في بيتي؛ فأتخذه مُصَلًّى [تقدم ذكره تحت الحديث السابق، وقد سبق تخريجه تحت الحديث رقم (٥٥٣)، وهو حديث متفق عليه].

• وفي حديث أنس:

الذي يرويه إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك: أن جدته مُلَيكة دَعَتْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لطعام صنعَتْه له، فأكل منه، ثم قال: "قوموا فلأُصَلِّ لكم" ... الحديث [متفق عليه: البخاري (٣٨٠)، ومسلم (٦٥٨)، وسيأتي تخريجه في السنن إن شاء الله تعالى برقم (٦١٢)].

ففي هذين الحديثين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أَمَّهم، ولم يستأذنهم، قال أبو بكر الأثرم في الناسخ والمنسوخ (٦٥): "وأما حديث أنس: فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - ليس كغيره، لأنه كان إذا كان مع قومٍ أَمَّهم حيث كانوا"، وحمل حديث مالك بن الحويرث على حديث أبي مسعود بأن لا يؤمَّهم في ناديهم وفي منازلهم حتى يستأذنهم.

وقد ترجم البخاري لحديث عتبان بقوله: "باب إذا زار الإمام قومًا فأمهم"، فدل على أن السلطان له أن يؤم القوم دون إذن منهم؛ لدخولهم في سلطانه، والله أعلم [انظر: المغني (٢/ ١٩)، الفتح لابن حجر (٢/ ١٧٢)].

• ومما روي في الباب أيضًا:

١ - حديث عبد الله بن حنظلة الغسيل: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الرجل أحق بصدر دابته، وبصدر فراشه، وأحق أن يؤم في رحله".

وهو حديث ضعيف جدًّا، تقدم الكلام عليه وعلى شواهده تحت الحديث رقم (٥٨٤).

٢ - حديث ابن مسعود:

يرويه إبراهيم بن محمد، قال: أخبرنا معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن ابن مسعود، قال: من السُّنة أن لا يؤمَّهم إلا صاحب البيت.

أخرجه الشافعي في الأم (١/ ١٥٧)، وفي المسند (٥٥)، ومن طريقه: البيهقي في المعرفة (٢/ ٤٠١/ ١٥٤٥)، والبغوي في شرح السنة (٣/ ٣٩٧/ ٨٣٤).

وهذا إسناد تالف؛ إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي: متروك، كذبه غير واحد، وفيه أيضًا: انقطاع، فإن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود: حديثه عن جده مرسل [المراسيل (١٧٥)، جامع التحصيل (٢٥٢)، تحفة التحصيل (٢٥٩)].

ورواه محمد بن النضر الأزدي: ثنا معاوية بن عمرو: ثنا زائدة، عن مغيرة، قال: قال إبراهيم: أتى عبدُ الله أبا موسى، فتحدَّث عنده فحضرت الصلاة، فلما أقيمت تأخَّر أبو موسى، فقال له عبد الله: لقد علمتَ أن من السُّنة أن يتقدم صاحب البيت، فأبى أبو موسى حتى تقدم مولى لأحدهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>