قال خلاد: ثنا عمر بن ذر [كوفي، ثقة]، قال: أخبرنا عطاء بن أبي رباح: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قضى التشهد في الصلاة أقبل على الناس بوجهه قبل أن ينزل التسليم.
أخرجه أبو نعيم في الحلية (٥/ ١١٧)، والبيهقي (٢/ ١٧٥).
قلت: والمرسل أصح.
فهو حديث ضعيف؛ لإرساله، وهو حديث تفرد به أهل الكوفة عن عطاء المكي، والله أعلم.
• وروي نحو هذا عن علي بن أبي طالب موقوفًا عليه، ولا يصح عنه، قال أحمد:"لا يصح"، وقال أبو حاتم:"حديث منكر"، وضعفه البيهقي، وقال النووي في الخلاصة (١٤٧٥): "اتفقوا على ضعفه، قالوا: وليس في الفصل شيء صحيح" [انظر: الأم (٧/ ١٦٦)، العلل ومعرفة الرجال (١/ ٤٢٦/ ٩٣٩)، مصنف عبد الرزاق (٢/ ٢٤٦ و ٣٥٦/ ٣٢٣٢ و ٣٦٨٦)، مصنف ابن أبي شيبة (٢/ ٢٣٣/ ٨٤٦٩ و ٨٤٧٠)، تهذيب الآثار لابن جرير (٣٨٨ - ٣٩٠ - الجزء المفقود)، علل الحديث لابن أبي حاتم (١/ ١١٣/ ٣٠٦)، شرح معاني الآثار (١/ ٢٧٣)، سنن الدارقطني (١/ ٣٦٠)، سنن البيهقي (٢/ ١٧٣ و ٢٥٦)، المجموع شرح المهذب (٣/ ٤٢٦ و ٤٤٥)، تخريج الأحاديث الضعاف للغساني (٢٦٤)، فتح الباري لابن رجب (٥/ ٢١٦)، تنقيح التحقيق (١/ ٤١٠)].
• قال الترمذي:"وقد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا، قالوا: إذا جلس مقدار التشهد وأحدث قبل أن يسلم: فقد تمت صلاته، وقال بعض أهل العلم: إذا أحدث قبل أن يتشهد وقبل أن يسلم: أعاد الصلاة، وهو قول الشافعي، وقال أحمد: إذا لم يتشهد وسلم أجزأه؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "وتحليلها التسليم" والتشهد أهون، قام النبي - صلى الله عليه وسلم - في اثنتين فمضى في صلاته، ولم يتشهد، وقال إسحاق بن إبراهيم: إذا تشهد ولم يسلم أجزأه، واحتج بحديث ابن مسعود حين علمه النبي - صلى الله عليه وسلم - التشهد، فقال: "إذا فرغت من هذا فقد قضيت ما عليك"" [وانظر أيضًا أقوال السلف في هذه المسألة: مسائل الكوسج (١)، تهذيب الآثار لابن جرير ص (٢٤١ - ٢٦٠ - الجزء المفقود)، الأوسط لابن المنذر (٣/ ٢١٧)، مختصر اختلاف العلماء (١/ ٢٢٢)، الاستذكار (١/ ٥٢٧)، شرح السنة (٣/ ١٧)].
قلت: أما احتجاج ابن راهويه بحديث ابن مسعود حين علمه النبي - صلى الله عليه وسلم - التشهد، فقال:"إذا فرغت من هذا فقد قضيت ما عليك"؛ فليس بحجة، فإن هذه الزيادة مدرجة في الحديث المرفوع، وإنما هي من كلام ابن مسعود قوله موقوف عليه، غير مرفوع.
• رواه زهير بن معاوية: حدثنا الحسن بن الحر، قال: حدثني القاسم بن مخيمرة، قال: أخذ علقمة بيدي وحدثني: أن عبد الله بن مسعود أخذ بيده، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيد عبد الله، فعلمه التشهد في الصلاة، قال: "قل: التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين -قال