٣٧ - ، وابن بشكوال في الغوامض (٥/ ٣٦٦ و ٣٦٧)، والحازمي في الاعتبار (١/ ٤٠٨/ ١٣٨)، وعلقه مسلم في التمييز (٥١).
وتقدم تخريج طرف منه تحت الحديث رقم (٦١٣)، وذكرت هناك بعض طرقه.
قال ابن المنذر في الأوسط (٥/ ٥٦): "فقد ثبت أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - أمر إذا كان الثوب واسعًا أن يخالف بين طرفيه، فغير جائز على ظاهر هذا الخبر أن يصليَ مصلٍّ في ثوب واسع متزرًا به ليس على عاتقه منه شيء؛ للثابت عنه أنه نهى عن ذلك".
قال الخطابي: "ذباذب الثوب: أهدابه، وسميت ذباذب لتذبذبها، وهو أن تجيء وتذهب"، ثم قال: "وقوله: تواقصت عليها، أي: أمسكت عليها بعنقي لئلا تسقط، وهو أن يحني عليها عنقه، كأنه يحكي خِلْقَة الأوقص، وهو الذي قصرت عنقه، كأنه رُدَّ في جوف صدره".
• ومما صح عن جابر مرفوعًا في هذا الباب:
١ - ورقاء بن عمر، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فانتهينا إلى مَشرَعة، فقال: "ألا تُشرع؟ يا جابر" قلت: بلى، قال: فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأشرعت، قال: ثم ذهب لحاجته، ووضعت له وَضوءًا، قال: فجاء فتوضأ، ثم قام فصلى في ثوب واحد، خالف بين طرفيه، فقمت خلفه، فأخذ بأذني فجعلني عن يمينه.
أخرجه مسلم (٧٦٦)، وتقدم تحت الحديث رقم (٦١١).
٢ - واقد بن محمد، وعبد الرحمن بن أبي الموالي:
عن محمد بن المنكدر، قال: صلى جابر في إزار قد عقده من قِبَل قفاه، وثيابه موضوعةٌ على المشْجَب، قال له قائل: تصلي في إزار واحد؟، فقال: إنما صنعت ذلك ليراني أحمقُ مثلُك، وأينا كان له ثوبان على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -. لفظ واقد.
ولفظ ابن أبي الموالي: عن محمد بن المنكدر، قال: رأيت جابر بن عبد الله يصلي في ثوب واحد، وقال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي في ثوب.
وفي لفظ له: دخلنا على جابر بن عبد الله، وهو [قائم، يصلي في ثوب واحد ملتحفًا [به]، ورداؤه موضوع، [فلما انصرف]، فقلنا: [يا أبا عبد الله] أتصلي في ثوب واحد [ملتحفًا به] و [هذا] رداؤك موضوع؟ قال: نعم؛ أحببت أن يراني الجهال أمثالكم، إني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي في ثوب واحد.
أخرجه البخاري (٣٥٢ و ٣٥٣ و ٣٧٠)، وأحمد (٣/ ٣٨٧)، والسراج في مسنده (٤٦٣)، وابن عدي (٤/ ٣٠٨)، والبيهقي (٢/ ٢٣٧ و ٢٤١).
٣ - فليح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث، قال: سألنا جابر بن عبد الله عن الصلاة في الثوب الواحد؟، فقال: خرجت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره، فجئت ليلةً لبعض أمري، فوجدته يصلي، وعليَّ ثوب واحد، فاشتملت به وصليت إلى جانبه، فلما