للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ج- ورواه حرب بن شداد، عن يحيى، قال: حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة: أن أبا جعفر المدني حدثه: أن عطاء بن يسار حدثه: أن رجلا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - حدثه، قال: بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . . . فذكره بنحو رواية أبان.

أخرجه البيهقي (٢/ ٢٤٢).

قال المنذري في الترغيب (٣/ ٦٧/ ٣١٠٥): "رواه أبو داود، وأبو جعفر المدني: إن كان محمد بن علي بن الحسين: فروايته عن أبي هريرة مرسلة، وإن كان غيره: فلا أعرفه".

وقال في مختصر السنن (٦/ ٥١/ ٣٩٢٧): "وفي إسناده أبو جعفر -رجل من أهل المدينة- لا يعرف اسمه".

وقال النووي في المجموع (٤/ ٣٩٢): "إسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم".

وقال في موضع آخر من المجموع (٣/ ١٨٠)، وفي رياض الصالحين (٧٩٧)، وفي الخلاصة (٩٨٣): "رواه أبو داود بإسناد [صحيح] على شرط مسلم".

وصحح إسناده ابن مفلح في الآداب الشرعية (٣/ ٥١٤).

قلت: أثبت من روى هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير هو: هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، إذ قد رواه عنه فأبهم الصحابي، وتابعه على هذه الرواية أبان بن يزيد العطار [ثقة، من أصحاب يحيى] في رواية عنه.

لكن حرب بن شداد [وهو ثقة، من أصحاب يحيى بن أبي كثير، معروف بالرواية عنه] روى هذا الحديث عن يحيى فزاد في إسناده رجلًا بين يحيى وأبي جعفر، ووافق هشامًا وأبانًا [في رواية عنه] في إبهام الصحابي.

والحكم هنا لمن زاد في الإسناد، ويكون يحيى هو الذي حدث به مرة هكذا، ومرة هكذا، ويحيى كان معروفًا بالإرسال، ولم يذكر سماعًا من أبي جعفر المدني هذا، ويحيى معروف بالرواية عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة [وهو: ثقة حجة].

لكن الشأن في هذا الإسناد في أبي جعفر المدني، من هو؟ هل هو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو جعفر الباقر، أم هو غيره؟ وعلى الأول يحمل كلام النووي وابن مفلح، وهو: ثقة، روى له الجماعة، وجزم بالثاني، وأنه رجل من أهل المدينة، لا يُعرف اسمه، المنذري في مختصر سنن أبي داود، وتردد في الترغيب.

وقال عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الوسطى (١/ ٣١٧): "أبو جعفر هذا غير معروف".

وقال الذهبي في الميزان (٤/ ٥١١): "فلعله محمد بن علي بن الحسين، وروايته عن أبي هريرة وعن أم سلمة فيها إرسال، ولم يلحقهما أصلًا".

وذهب ابن حجر إلى أن أبا جعفر راوي هذا الحديث هو أبو جعفر الأنصاري المدني المؤذن [التهذيب (٤/ ٥٠٢)، التقريب (٦٩٦)، وقال: "مقبول"]، وعليه يحمل كلام البزار،

<<  <  ج: ص:  >  >>