فإن أبا جعفر الأنصاري المؤذن هذا سمع أبا هريرة، وله عنه أحاديث، وتفرد بالرواية عنه: يحيى بن أبي كثير، وسمع منه [انظر مثلًا: خلق أفعال العباد ص (٥١)، الأدب المفرد (٣٢ و ٤٨١)، سنن أبي داود (١٥٣٦)، جامع الترمذي (١٩٠٥ و ٣٤٤٨) [(٤/ ٣٨/ ٢٠١٧) و (٦/ ٦٧/ ٣٧٤٧) ط شعيب الأرنؤوط]. عمل اليوم والليلة للنسائي (٤٧٦ و ٤٧٧)، سنن ابن ماجه (٣٨٦٢)، سنن الدارمي (٢/ ٣٩٧/ ٢٧٣٩)، صحيح ابن حبان (٦/ ٤١٦/ ٢٦٩٩) و (١٠/ ٤٥٧/ ٤٥٩٧)، مسند أحمد (٢/ ٢٥٨ و ٣٤٨ و ٤٣٤ و ٤٤٢ و ٤٧٨ و ٥١٧ و ٥٢١ و ٥٢٣)، مسند الطيالسي (٤/ ٢٥١ و ٢٥٢/ ٢٦٣٨ - ٠ ٢٦٤)، مصنف ابن أبي شيبة (٦/ ١٠٥/ ٢٩٨٣٠)، مسند عبد بن حميد (١٤٢١)، البر والصلة للمروزي (٤٦ و ٥٥)، أخبار مكة للفاكهي (١/ ٤٣٣/ ٩٤٢)، الرد على الجهمية (١٢٩)، ضعفاء العقيلي (١/ ٧٢)، وغيرها كثير، وانظر: بيان الوهم (٤/ ٦٢٥/ ٢١٨١)، تحفة الأشراف وبحاشيته النكت (١٠/ ٤٣٢)، تخريج أحاديث الذكر والدعاء (٣/ ١٠٦٠/ ٥١٠)].
قال الترمذي:"وأبو جعفر الذي روى عن أبي هريرة يقال له: أبو جعفر المؤذن، ولا نعرف اسمه، وقد روى عنه يحيى بن أبي كثير غير حديث"، وحسن له [جامع الترمذي (١٩٠٥ و ٣٤٤٨)(٤/ ٣٨/ ٢٠١٧) و (٦/ ٦٧/ ٣٧٤٧ - ط شعيب الأرنؤوط)].
وقال صاحب عون المعبود (٢/ ٣٤٢): "فأبو جعفر هذا هو رجل من أهل المدينة، يروي عن أبي هريرة وعطاء بن يسار، وليس هو أبا جعفر الباقر محمد بن علي، وكذا ليس هو أبا جعفر التميمي الذي اسمه عيسى، ووثقه ابن معين".
وعليه: فإن أبا جعفر هذا هو علة هذا الحديث، وهو: مجهول.
وعلة أخرى أشار إليها البزار بقوله:"وقد رواه غيرُ مَن سمَّينا موقوفًا"، لكني لم أقف على من رواه عن يحيى بن أبي كثير موقوفًا، وقد رواه غير من سمى، وهما: هشام الدستوائي، وحرب بن شداد، فتابعا أبانًا على رفعه، فالله أعلم.
• وقد وجدت لعطاء بن يسار في السدل إسنادًا آخر:
قال أبو عبيد القاسم بن سلام في غريب الحديث (١/ ٢٦٧): حدثنا عمر بن سعيد، عن محمد بن شعيب، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن عبد الله بن مسلم أخي الزهري بن هشام، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، عن عمر، قال: لا تسدلوا ثيابكم في الصلاة، ولا تخطوا نحو القبلة، فإنها خطوة الشيطان، وإذا سلمتم فانصرفوا، ولا تقدموا.
وهذا إسناد واهٍ بمرة؛ إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة: متروك، وعمر بن سعيد: الأقرب أنه عمر بن سعيد التنوخي الدمشقي أبو حفص: متروك، كذبه الساجي [اللسان (٦/ ١٠٦) وغيره]، ومحمد بن شعيب هو: ابن شابور، والله أعلم.