صحتها، وإلا فهي مجرد خطأ من راويها [انظر: أسد الغابة (١/ ٥٧٠ و ٥٧١)، جامع التحصيل (١٠٢)، تحفة التحصيل (٥٣)].
قال أبو موسى: "ورواه ابن إسحاق، فقدَّم جنادة على حذيفة، جعل جنادة صحابيًّا، وحذيفة راويًا عنه، وكذا رواه الليث بن سعد، وهو الأصح" [أسد الغابة (١/ ٥٧٢)].
والحاصل: أن هذا إسناد متصل، رجاله مصريون ثقات؛ غير حذيفة الأزدي، فإنه لم يوثق، ولم يرو عنه سوى أبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني [تابعي من الثالثة]، وقال أبو نعيم في معرفة الصحابة (٢/ ٦٩٤): "ذكر فيمن أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -"، قلت: لعله قال ذلك بناء على إيراد البغوي وغيره له في الصحابة، وقال الذهبي في المغني (١/ ١٥٢)، وكذا في الميزان (١/ ٤٦٧): "تابعي مجهول"، والله أعلم.
• الرابع:
يرويه مسلمة بن علي الخشني، عن ابن عجلان، عن المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خذوا زينتكم في الصلاة" قلنا: يا رسول الله! وما هو؟ قال: "البسوا نعالكم".
أخرجه العقيلي في الضعفاء (٤/ ٢١٢).
قال العقيلي: "ولا يتابع عليه".
قلت: هو حديث منكر؛ مسلمة بن علي الخشني: متروك، منكر الحديث [التهذيب (٤/ ٧٦)]، وقد تفرد به بهذا الوجه عن ابن عجلان.
ورواه بقية، قال: حدثني علي القرشي، قال: حدثني محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خذوا زينة الصلاة" قالوا: وما زينة الصلاة؟ قال: "البسوا نعالكم، فصلوا فيها".
علقه ابن أبي حاتم في العلل (١/ ١٥٥/ ٤٣٤).
قال أبو حاتم: "هذا حديث منكر، وعلي القرشي: مجهول".
• وروي من وجه آخر عن ابن عجلان:
رواه محمد بن المصفى، عن بقية، عن محمد بن عجلان، عن صالح مولى التوأمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خذوا زينة الصلاة" قالوا: يا رسول الله! ما زينة الصلاة؟ قال: "البسوا نعالكم، وصلوا فيها".
أخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان (١/ ٣٩٨)، وعلقه ابن أبي حاتم في العلل (١/ ١٤٩/ ٤١٦).
قال أبو حاتم: "هذا حديث منكر".
قلت: دلسه بقية، أو سواه ابن المصفى:
فقد رواه هشام بن عبد الملك [ابن عمران اليزني، أبو تقي الحمصي: صدوق]: ثنا بقية، عن علي القرشي، عن محمد بن عجلان، عن صالح مولى التوأمة، عن أبي هريرة بمثله مرفوعًا.