من طريق جعفر بن عنبسة [هو: ابن عمرو الكوفي: مجهول. اللسان (٢/ ١٥٢)، بيان الوهم (٣/ ٣٦٩/ ١١١٢)]: حدثنا عمر بن حفص المكي [قال الدارقطني والبيهقي: "ضعيف"، من تكلم فيه الدارقطني في كتاب السنن لابن زريق الحنبلي (٢٩٤)، تخريج الأحاديث الضعاف (٢٣٠)، بيان الوهم (٣/ ٣٦٩/ ١١١٢)، اللسان (٣/ ٢٣٦)، المغني (١/ ١٨٢)، مجمع الزوائد (١/ ٢١٦)]، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أَنس بن مالك، قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أرض بالمدينة، يقال لها: بطحان، فقال:"يا أنس اسكب لي وَضوءًا" فسكبت له، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حاجته، أقبل إلى الإناء، وقد أتى هو فولغ في الإناء، فوقف له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقفة حتَّى شرب الهر، ثم توضأ، فذكرت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر الهر، فقال:"يا أنس إن الهر من متاع البيت، لن يقذر شيئًا ولن ينجسه".
قال الطبراني:"لم يروه عن جعفر إلا عمر بن حفص، ولا روى عن علي بن الحسين عن أَنس حديثًا غير هذا".
قلت: فهو حديث منكر.
ج - وأما حديث جابر:
فيرويه ابن شاهين في الناسخ (١٤٥) قال: حدثنا محمد بن أحمد بن محمويه العسكري بالبصرة، قال: أنا محمد بن خالد بن صالح [كذا في المطبوعة، وصوابه: محمد بن خالد بن خلي] الكلاعي، قال: نا أبي، قال: نا سلمة بن عبد الملك العوصي، قال: نا أبو الحسن -يعني: علي بن صالح-، عن محمد بن إسحاق، عن صالح، عن جابر بن عبد الله، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضع الإناء للسنور، فيلغ فيه، ثم يتوضأ من فضله.
قلت: علي بن صالح هذا هو: أبو الحسن المكي، ذكره ابن حبان في ثقاته، وقال:"يغرب"، وقال أبو حاتم:"لا أعرفه، مجهول"، وهو قليل الرواية [التهذيب (٣/ ١٦٨)، الميزان (٣/ ١٣٣)، وقال:"لا أدري من هو"، تاريخ الإسلام (٩/ ٥٢٩)].
وصالح هذا يحتمل أن يكون هو ابن نبهان مولى التوأمة؛ فإن له رواية عن جابر في أفراد الدارقطني (٢/ ٣٤٩ - أطرافه)؛ فإن كان هو، فلهذا الإسناد ثلاث علل:
الأُولى: عنعنة ابن إسحاق فهو مشهور بالتدليس، ولا تعرف له رواية عن صالح مولى التوأمة.
الثانية: أن مولى التوأمة لا يعرف له سماع من جابر بن عبد الله.
وأما اختلاط صالح بن نبهان فلا يؤثر هنا؛ لأنَّ ابن إسحاق من القدماء، ورواية القدماء عن صالح لا بأس بها لأنَّها كانت قبل اختلاطه.
الثالثة: تفرد غير المشهورين الغرباء به عن أهل المدينة، فهو إسناد مدني، ثم مكي، ثم حمصي، ثم بصري.