عائشة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان له حصير يبسطه بالنهار، ويحتجره بالليل [البخاري (٧٣٠ و ٥٨٦١)، ومسلم (٧٨٢)]، ويأتي تخريجه في السنن برقم (١٣٦٨ و ١٣٧٤) إن شاء الله تعالى.
والذي يظهر لي من مجموع الروايات أن هذا الحصير كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتخذه حاجزًا يحتجر به كالحجرة، أي: يتخذه حجرة يستتر فيها ويخلو، لا أنه يفرشه فيصلي عليه، وهو ظاهر من قولها: أن أنصب له حصيرًا، وانظر في هذا المعنى: النهاية (١/ ٣٤١)، الفتح لابن حجر (٢/ ٢١٥) و (١٠/ ٣١٤).
ويؤيده ما رواه بسر بن سعيد، عن زيد بن ثابت: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اتخد حجرة في المسجد من حصير، فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيها ليالي حتى اجتمع إليه ناس، ... فذكر الحديث.
وهو حديث متفق عليه [البخاري (٧٣١ و ٦١١٣ و ٧٢٩٠)، مسلم (١ ٧٨)]، وسيأتي تخريجه في السنن برقم (١٠٤٤) إن شاء الله تعالى.
٣ - عن جابر بن عبد الله:
روى ابن عدي في الكامل (٦/ ٢٩٨)، عن شيخه: محمد بن أحمد بن عيسى أبي الطيب المروروذي، بإسناد صحيح إلى جابر بن عبد الله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى على حصير.
قال ابن عدي: "وهذا الحديث: ليس بالمحفوظ".
وشيخ ابن عدي هذا: كذاب، يضع الحديث [اللسان (٦/ ٥٠٣)].
٤ - عن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من علق في مسجد قنديلًا صلى عليه سبعون ألف ملك؛ ما دام ذلك القنديل يقد، ومن بسط في مسجد حصيرًا صلى عليه سبعون ألف ملك واستغفروا له؛ ما دام في ذلك المسجد من ذلك الحصير شيء".
وهذا خبر باطل، تقدم ذكره تحت الحديث رقم (٤٥٧).
٥ - عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من بنى لله مسجدًا بنى الله له بيتًا في الجنة، ومن علق فيه قنديلًا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يطفأ ذلك القنديل، ومن بسط فيه حصيرًا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يتقطع ذلك الحصير، ومن أخرج منه قذاة كان له كفلان من الأجر".
وهذا حديث موضوع، تقدم ذكره تحت الحديث رقم (٤٥٧).
٦ - عن واثلة بن الأسقع:
يرويه الفرج بن فضالة، عن أبي سعيد، قال: رأيت واثلة بن الأسقع في مسجد دمشق، بصق على البُورِي، ثم مسحه برجله، فقيل له: لم فعلت هذا؟! قال: لأني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعله. والبوري: هو الحصير المعمول من القصب.
وهو حديث ضعيف، تقدم برقم (٤٨٤).
٧ - عن ابن عمر: