للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يرويه عمر بن سليم الباهلي، عن أبي الوليد قال: سألت ابن عمر عن الحصى الذي في المسجد؟ فقال: مطرنا ذات ليلةٍ، فأصبحت الأرضُ مبتلةً، فجعل الرجل يأتي بالحصى في ثوبه، فيبسطه تحته، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة، قال: "ما أحسنَ هذا! "، وفي رواية: "ما أحسنَ هذا البساط! "، فكان ذلك أول بدئه، وفي أخرى: "ما هذا البساط؟ "، قال: فكان ذلك بدؤه. وفيه تشبيه الحصى بالبساط.

وهو حديث ضعيف، تقدم برقم (٤٥٨).

٨ - عن عمر بن الخطاب [عند: الخطيب في الموضح (٢/ ٥٥)]] وفي إسناده: عبد العزيز بن أبان الأموي السعيدي: متروك، كذبه ابن نمير وابن معين، وقال: "كذاب خبيث، يضع الحديث". التهذيب (٢/ ٥٨١)].

• فإن قيل: يعارض أحاديث الباب:

ما رواه يريد بن المقدام بن شريح بن هانئ، عن أبيه، عن شريح، أنه سأل عائشة: أكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي على الحصير؟ فإني سمعت في كتاب الله عز وجل: {وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا} [الإسراء: ٨]، قالت عائشة - رضي الله عنها -: لا، لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي عليه.

أخرجه ابن أبي شيبة في المسند (٣/ ٤٠٥/ ٣٣٤ - المطالب)، وأبو يعلى (٧/ ٤٢٦/ ٤٤٤٨)، وابن قتيبة في غريب الحديث (٢٧٩) معلقًا.

قال ابن قتيبة: [أنا أذكر هذا الحديث للغلط في تأويل قول الله جل وعز: {وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا}، ولأنه قد روي عن عائشة: أنه كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حصير يبسطه بالنهار، ويحتجره بالليل، يصلي عليه".

وقال عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الوسطى (١/ ٣١٩): "يزيد بن المقدام: ضعيف، ولكن يكتب حديثه".

وتعقبه ابن القطان الفاسي فقال في بيان الوهم (٥/ ٣٣٧/ ٢٥١٥): "فاعلم أن يزيد المذكور لا أعلم أحدًا قال فيه: ضعيف، كما قال أبو محمد، ونص ما قال فيه أبو حاتم هو: يكتب حديثه، ووثقه ابن معين في رواية الدوري، وقد قال النسائي: ليس به بأس، فاعلم ذلك"، وقال الذهبي في الميزان (٤/ ٤٤٠): "ضعفه عبد الحق بلا حجة"، وقال ابن حجر في التقريب (٦٧٨): "أخطأ عبد الحق في تضعيفه".

قلت: قال ابن معين وأبو داود والنسائي: "ليس به بأس" [التهذيب (٤/ ٤٣٠)]، وبقية رجاله ثقات.

وقال ابن رجب في الفتح (٢/ ٢٥٦): "وهذا غريب جدًّا، ويزيد بن المقدام: قال أبو حاتم: يكتب حديثه".

وقال ابن حجر في الفتح (١/ ٤٩١) معلقًا على ترجمة البخاري: باب الصلاة على الحصير، قال ابن حجر: "النكتة في ترجمة الباب: الإشارة إلى ما رواه ابن أبي شيبة وغيره من طريق شريح بن هانئ ... فذكره، ثم قال: فكأنه لم يثبت عند المصنف، أو رآه

<<  <  ج: ص:  >  >>