الجراح بن مليح. انظر: غرائب شعبة (٢٠)، تلخيص المتشابه في الرسم (١/ ١٠٣)، تاريخ دمشق (٨/ ١٥)، إكمال ابن ماكولا (٦/ ٥٤)، توضيح المشتبه (٦/ ١٣٥)، التهذيب (٣/ ٢٤١) في ترجمة عمر بن عبد الملك بن حكيم الطائي]: ثنا الجراح بن مليح [هو البهراني الحمصي: صدوق]، عن إبراهيم بن ذي حماية [حمصي، ليس به بأس. تقدم ذكره تحت الحديث رقم (٣٩٦)]، عن الحجاج بن أرطاة النخعي، عن حسين بن الحارث الجدلي، عن النعمان بن بشير، قال: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم، ثم أقبل علينا بوجهه، فقال:"سوَّوا صفوفكم، ولا تختلفوا؛ فيخالف الله بينكم يوم القيامة"، ولقد رأيتنا والرجل ليلمس منكبه بمنكب أخيه، وركبته بركبة أخيه، وقدميه بقدم أخيه.
فهو منكر بهذه اللفظة:"فيخالف الله بينكم يوم القيامة"، والمعروف عن الحجاج الأول، ولعل التبعة فيه على موسى بن عيسى الحمصي، والله أعلم.
• قال ابن خزيمة بعد أن أخرج هذا الحديث في الوضوء ليدلل به على أن الكعب هو العظم الناتئ على جانب القدم، قال:"أبو القاسم الجدلي هذا هو: حسين بن الحارث، من جديلة قيس، روى عنه: زكريا بن أبي زائدة، وأبو مالك الأشجعي، وحجاج بن أرطاة، وعطاء بن السائب، عداده في الكوفيين.
وفي هذا الخبر ما نفى الشك والارتياب أن الكعب هو العظم الناتئ الذي في جانب القدم، الذي يمكن القائم في الصلاة أن يلزقه بكعب من هو قائم إلى جنبه في الصلاة، والعلم محيط عند من رُكِّب فيه العقل: أن المصلين إذا قاموا في الصف لم يمكن أحد منهم إلصاق ظهر قدمه بظهر قدم غيره، وهذا غير ممكن، وما كان غير ممكن لم يتوهم عاقل كونه".
وقال ابن حبان:"أبو القاسم الجدلي هذا اسمه: حسين بن الحارث، من جَدِيلةَ قَيْس، من ثقات الكوفيين".
وحسن إسناده النووي في الخلاصة (٢/ ٧٠٦/ ٢٤٦٩)، وقال في المجموع (١/ ٤٨٢): "حديث حسن، رواه أبو داود والبيهقي وغيرهما بأسانيد جيدة".
وقال ابن الملقن في البدر المنير (١/ ٦٧٨): "هذا الحديث صحيح"، قال أيضًا:"وتعليقات البخاري إذا كانت بصيغة الجزم تكون صحيحة يحتج بها".
وقال ابن حجر:"وإسناده حسن، وأصل الحديث -دون الزيادة في آخره من حديث النعمان- في صحيح مسلم وغيره، من غير هذا الوجه، والله أعلم".
قلت: حسين بن الحارث أبو القاسم الجدلي، روى عنه جماعة من الثقات، وقال ابن المديني:"معروف"، ووثقه ابن حبان في صحيحه، وذكره أيضًا في الثقات، وقد سمع من النعمان بن بشير، وصحح له: الدارقطني، وابن خزيمة، وابن حبان [التاريخ الكبير (٢/ ٣٨٢)، كنى مسلم (٢/ ٦٨٧)، التهذيب (١/ ٤٢٠)]، وقد توبع على حديثه، وأما قول الحازمي:"لا أعرف له عن النعمان حديثًا مسندًا سوى هذا الحديث" [البدر المنير (١/ ٦٧٩)]، فلا يضره؛ إذ قد توبع عليه.