للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم يروى عن أنس إلا من هذا الوجه ولا نعلم حدث به عن سعيد إلا أبو عاصم".

قلت: تابعه عليه: محمد بن عبد الله الأنصاري.

أخرجه البيهقي (٣/ ١٠٢).

والأنصاري: ثقة، لكنه أيضًا ممن روى عن ابن أبي عروبة بعد الاختلاط، فلا أظنه محفوظًا عن ابن أبي عروبة [أعني: في حال صحته، قبل اختلاطه]، لا سيما وقد رواه الأنصاري طرفًا من حديث: "أتموا الصف الأول، ثم الذي يليه، وإن كان نقص فليكن في الصف المؤخر" [تقدم برقم (٦٧١)]، وقد رواه جماعة من أصحاب سعيد ممن روى عنه قبل الاختلاط بدون هذه الزيادة، والله أعلم.

فهو حديث ضعيف.

٢ - عن جابر بن عبد الله:

رواه سفيان الثوري، وزائدة بن قدامة: عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خير صفوف الرجال مقدَّمُها، وشرُّها مؤخَّرُها، وخير صفوف النساء آخرُها، وشرُّها مقدَّمُها".

٣ - عن أبي سعيد الخدري:

ورواه زهير بن محمد التميمي، وشريك بن عبد الله النخعي، وعبيد الله بن عمرو الرقي، وعمرو بن ثابت: عن ابن عقيل، عن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيد، به مرفوعًا.

وهذا حديث ضعيف مضطرب؛ اضطرب فيه ابن عقيل وخلط، فكان يرويه مرة عن جابر، ومرة يرويه عن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيد.

قال أبو حاتم: "هذا من تخاليط ابن عقيل، من سوء حفظه: مرة يقول هكذا، ومرة يقول هكذا، لا يضبط الصحيح أيما هو" [علل الحديث (١/ ١٠٣ و ١٣٣/ ٢٧٨ و ٣٦٨)].

وقد تقدم تخريجه والكلام على طرقه تحت الحديث رقم (٦٣٠).

وله حديث آخر، عند البيهقي (٢/ ٢٢٢)، رواه بإسناد صحيح إلى عبد الرحمن بن سليم [لم أجده؛ إلا أن يكون هو عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون]، عن عطاء بن عجلان أنه حدثهم، عن أبي نضرة العبدي، عن أبي سعيد الخدري صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال: "خير صفوف الرجال الأول، وخير صفوف النساء الصف الآخر"، وكان يأمر الرجال أن يتجافوا في سجودهم، ويأمر النساء ينخفضن في سجودهن، وكان يأمر الرجال أن يفرشوا اليسرى، وينصبوا اليمني في التشهد، ويأمر النساء أن يتربعن، وقال: "يا معشر النساء لا ترفعن أبصاركن في صلاتكن تنظرن إلى عورات الرجال".

قال البيهقي: "واللفظ الأول واللفظ الآخر من هذا الحديث مشهوران عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وما بينهما منكر، والله أعلم".

<<  <  ج: ص:  >  >>