زيادته، لا سيما وهو أوثق من اللذين لم يذكرا السماع، والله أعلم.
وحميد بن مسعدة: بصري، بلدي ليزيد بن زريع، ويزيد: ثقة ثبت، قال أحمد: "إليه المنتهى في التثبت بالبصرة"، وهو ثبت في سعيد بن أبي عروبة، ممن سمع منه قبل اختلاطه؛ فهو: إسناد بصري صحيح.
***
٦٨٤ - . . . حماد: أخبرنا زياد الأعلم، عن الحسن: أن أبا بكرة جاء ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - راكع، فركع دون الصف، ثم مشى إلى الصف، فلما قضى النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاته، قال: "أيُّكم الذي ركع دون الصف، ثم مشى إلى الصف؟ " فقال أبو بكرة: أنا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "زادك الله حرصًا، ولا تَعُدْ".
قال أبو داود: زياد الأعلم: زياد بن فلان بن قرة، وهو ابن خالة يونس بن عبيد.
• حديث صحيح.
أخرجه أحمد (٥/ ٤٥)، والطحاوي في شرح المعاني (١/ ٣٩٥)، وفي المشكل (١٤/ ٢٠٣ و ٢٠٥/ ٥٥٧٥ و ٥٥٧٦)، وابن حزم في المحلى (٤/ ٥٨)، والبيهقي (٣/ ١٠٥)، والبغوي في شرح السنة (٣/ ٣٧٧ - ٣٧٨/ ٨٢٣).
رواه عن حماد بن سلمة: موسى بن إسماعيل أبو سلمة التبوذكي، وعفان بن مسلم، والحجاج بن المنهال، وأبو عمر حفص بن عمر الضرير، وسليمان بن حرب [وهم ثقات حفاظ، من أصحاب حماد بن سلمة].
زاد أبو عمر الضرير: وتد حفزني النَّفَس، فركعت دون الصف.
وفي رواية حجاج: عن أبي بكرة: أنه دخل المسجد، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي، وقد ركع، فركع، ثم دخل الصف وهو راكع، فلما انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "أيكم دخل الصف وهو راكع؟ " فقال له أبو بكرة: أنا، قال: "زادك الله حرصًا، ولا تعد".
وعزى ابن القطان في بيان الوهم (٥/ ٦١٠)، وابن حجر في الإتحاف (١٣/ ٥٦٢/ ١٧١٣٨) رواية حجاج هذه أيضًا إلى: علي بن عبد العزيز في "المنتخب"، زاد ابن حجر: ومحمد بن سنجر في "مسنده".
قلت: وقد رواه ابن حزم في المحلى (٤/ ٥٨) من طريق علي بن عبد العزيز عن حجاج به.
ومن طريق ابن حزم: رواه أبو محمد عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الكبرى (٢/ ١٧٨).
قال ابن القطان في بيان الوهم (٥/ ٦١٠/ ٢٨٣٠): "وهكذا هو في مصنف حماد بن سلمة"، ثم قال: "وبهذه الزيادة يتبين أن الذي أنكر عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما هو أن دبَّ راكعًا،