فضباعة: مجهولة الحال، ولا أعلم أحدًا ذكرها، وكذلك المهلب بن حجر: مجهول الحال أيضًا، والوليد بن كامل: من الشيوخ الذين لم تثبت عدالتهم، ولا لهم من الرواية كبير شيء يستدل به على حالهم"، ثم ذكر الاختلاف فيه على الوليد بن كامل في اسم ضباعة وأبيها، ثم قال: "وذلك كله دليل على ما قلناه، من الجهل بأحوال رواة هذا الخبر".
وذكره النووي في قسم الضعيف من الخلاصة (١/ ٥١٩/ ١٧٣٩)، ثم قال: "رواه أبو داود، وضعفه الحفاظ]، ثم نقل عن البيهقي قوله:"تفرد به الوليد بن كامل، وهو ضعيف، قال البخاري: عنده عجائب".
وقال في المجموع (٣/ ٢١٩): "رواه أبو داود ولم يضعفه، لكن في إسناده: الوليد بن كامل، وضعفه جماعة، قال البيهقي: تفرد به الوليد، وقد قال البخاري: عنده عجائب".
فتبين بذلك أن قوله في النقل الأول من الخلاصة:"وهو ضعيف"، إنما هو من قول النووي استدراكًا على البيهقي، والله أعلم.
وقال الذهبي في الميزان (٤/ ٣٤٥): "فاختلف بقية وعلي بن عياش كما ترى في المتن والإسناد، فبقية يقول: ضبيعة بنت المقدام، والآخر قال: ضباعة بنت المقداد، فهي: مجهولة، والمهلب كذلك، وراويه عنه: ضعيف".
قلت: هو حديث ضعيف؛ لا يُعرف إلا بهذا الإسناد:
المهلب بن حجر: مجهول [التقريب (٦١٤)، الميزان (٤/ ١٩٧)].
وأبو عبيدة الوليد بن كامل البجلي الحمصي: قال البخاري: "عنده عجائب"، وقال أبو حاتم:"شيخ"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال:"يروى المراسيل والمقاطيع"، وقال ابن عدي:"يحدث عنه أهل حمص: بقية وغيره، وأسانيده أسانيد شامية"، وقال الأزدي:"ضعيف، لا يحتج بحديثه"، وقال النسائي في الكنى:"أخبرنا إبراهيم بن يعقوب: حدثنا علي بن عياش: حدثنا أبو عبيدة الوليد بن كامل؛ وكان من عَلَيه الناسُ -بقية وأصحابه- يحملون عنه"، لكن وقع تحريف في هذا النص، فجاء في تهذيب الكمال:"وكان من عِلْية الناسِ"، ووقع في تهذيب التهذيب ما نصه:"وكان من عِلْية الناسِ ثقةً، وأصحابه يحملون عنه"، وهو تصحيف ظاهر، والصحيح الأول؛ إذ لا يُحفظ عن النسائي توثيقه، فقال ابن القطان:"من الشيوخ الذين لم تثبت عدالتهم"، وقال الذهبي في المغني:"شيخ لبقية، واهٍ، ضعفه أبو الفتح الأزدي"، وقال في الميزان:"ضعيف"، لكن ابن حجر لما اعتمد هذه الرواية المصحفة، قال عنه في التقريب:"ليِّن الحديث"، وهو: ضعيف [التاريخ الأوسط (٢/ ١٩٤/ ٢٢٧١)، التاريخ الكبير (٨/ ١٥٢)، الجرح والتعديل (٩/ ١٤)، الثقات (٧/ ٥٥٤) و (٩/ ٢٢٣)، الكامل (٧/ ٨٠)، تاريخ دمشق (٦٣/ ٢٥٣)، الضعفاء لابن الجوزي (٣/ ١٨٦/ ٣٦٦٥)، تهذيب الكمال (٣١/ ٧٠)، المغني (٢/ ٧٢٤)، الميزان (٤/ ٣٤٤)، التهذيب (٤/ ٣٢٢)، التقريب (٦٥٢)].